Monday 24th October,200512079العددالأثنين 21 ,رمضان 1426

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في "متابعة "

سلطان بن محمد بن سعود الكبيرسلطان بن محمد بن سعود الكبير
المهندس ناصر محمد المطوع *

هاتفني أحد الأصدقاء الأطباء مفيداً أن وفداً من جمعية القلب السعودية سيقوم بزيارة للأمير سلطان بن محمد بن سعود الكبير ليقدموا له شرحاً عن الجمعية وأهدافها وخططها بأمل قبوله الرئاسة الفخرية للجمعية تقديراً للدور الإنساني الذي يضطلع به ومساهماته المتعددة في مسيرة العمل الخيري.
ثم أردف أنهم يخشون عدم موافقة سموه على طلبهم بسبب إنشغاله برئاسة جمعية أمراض الصدر وجمعية الإعاقة السمعية والجمعيات والمشاريع الخيرية الخاصة بوالديه إضافة إلى أعماله الكثيرة.. وطلب مني الشفاعة لدى الأمير ليتجاوب مع طلبهم.
قلت له: أن الأمير رجل شهم كريم يستحي أن يقول لا لأي عمل خيري أو اجتماعي.. بل إنه يجد نفسه ومتعته في عمل الخير.. رجل ينطبق عليه قول الشاعر:


ما قال لا قط إلا في تشهده
لولا التشهد كانت لاؤه نعم

وبالفعل نشرت الصحف في اليوم التالي قبول سموه لرئاسة الجمعية.
ولا أزكي الأمير على الله - وأني لأكبر فيه احتفاءه بالكبير والصغير ومواساته للبعيد والقريب. وصلة الرحم التي تميز بها وامتاز.. وبره بوالديه، براً لا يقدر عليه إلا من اصطفى الله من عباده.. رجل كريم الخلق، كريم اليد، عفيف اللسان.. ولقد صادقته وصحبته وجاورته وشاركته سنين طويلة.. ولم تزد الأيام والسنون هذه العلاقة إلا عمقاً.. وأقول صادقاً إن ذلك يعود إليه.. فهو يكبر مع الأيام ويزدان.
وقديماً سئل أحد الصالحين: أي الإخوان أحق مبقاة للمودة؟.. قال: الوافر دينه. والوافي عقله، الذي لا ينساك على البعد إن دنوت منه أدناك.. وإن بعدت عنه رعاك.. وإن استعنت به عضدك.. وتكون مودة فعله أكثر من مودة قوله.
وهذا الوصف - يعلم الله - قليل من كثير وجدته في (أبو نايف).
لن أتوسع في شرح أعمال الخير التي يتبناها ويبادر بها ولن أحدد الأرقام ولا المشاريع لأن ذلك يحتاج إلى صفحات وصفحات.. وأعرف أن ذلك لن يلقى القبول من أميرنا.
كرمت الدولة - وفقها الله - سمو الأمير سلطان بن محمد مرات عديدة.. فكان من أوائل رجال الأعمال حصولاً على وسام الملك عبد العزيز، وكرم شخصياً بذلك من يد خادم الحرمين الشريفين أيده الله بنصره.. ثم كرم مرة أخرى كواحد من رواد العمل الخيري من صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز - أمير البر والخير والإنسانية -.
والأمير سلطان بن محمد رجل وفقه الله في عمله وبارك له فيه وهو رجل عصامي صنع نفسه وجمع ثروة كبيرة ووضع نفسه في مصاف النخبة من رجال الأعمال.. كل ذلك تم باعتماده على نفسه - بعد الله سبحانه وتعالى - وبالجد والاجتهاد والمثابرة وصدق النية والخلق الرفيع.
والأمير سلطان بن محمد مثقف راقٍ وحافظ للشعر ومتحدث بارع وخطيب مفوه وهو بالحق.. رجل أعمال ورجل إعلام.. وله مقابلات تلفزيونية نالت الثناء من كثير من الناس.. وما لا يعرفه إلا أقل القليل أنه شاعر مبدع.
كان صغير السن حين نظم الشعر..
واطلع سمو الأمير محمد بن سعود رحمه الله على شعره فأطربه.. ثم دعا سلطان وقال له: ابعد عن الشعر ولا أسمعه منك بعد هذا.
يقول أبو نايف: رحم الله والدي.. فلولاه لأشغلني الشعر عن كثير مما أنا فيه الآن.
ولعلّ الأهم من كل ما ذكرته هو ما رزقه الله سبحانه وتعالى من محبة الناس.. وأنك لا تكون في مجلس أو محفل فيذكر فيه اسمه إلا سمعت الثناء عليه ممن يعرفه وممن لا يعرفه.. والناس شهود الله في أرضه.. ومن أحبه الخلق أحبه الخالق.
قال حافظ إبراهيم:


فالناس هذا حظه مال وذا
أدب وذاك مكارم الأخلاق

وأعرف أن الله سبحانه وتعالى قد كرم سلطان بالمال والأدب ومكارم الأخلاق.. فهو أمير في تواضعه.. أمير في فرحه.. أمير في غضبه.. بل أمير في كل سيرته.
هذا قليل من كثير مما أعرفه عن سلطان سلمه الله.. وشهادتي فيه مجروحة.. ولو أتيت بكل ما أعرفه لاحتجت إلى مئات الصفحات.
ولقد تشرفت بصداقته وصحبته وجيرته والعمل معه، فتعلمت منه الكثير واستفدت الكثير وأسأل الله أن يديم المودة بيننا وأن يجمعنا ويظلنا تحت ظل عرشه يوم لا ظل إلا ظله.
ص.ب: 2781 الرياض: 11461 تلفون: 4602545 فاكس: 4602631

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved