* متابعة - سليمان العجلان: ظنّ ثلاثة وافدين آسيويين أنه بمجرد قتل الضحية ودفنها أن السر لن يكتشف وسيموت كما ماتت إلا أن هذا الظن أصبح سراباً ووهماً أمام إبداع رجال الأمن المختصين لفك طلاسم مثل هذه الجرائم المعقدة، والمبدعون هم الرائد يوسف الضبيب والرائد فهد الهبدان وهما من شعبة التحريات والبحث الجنائي ببريدة وكذلك المقدم صالح القرزعي مساعد رئيس مركز شرطة بريدة الجنوبي والرائد عبد الرحمن العتيبي من نفس المركز ورئيس المركز العقيد عبد العزيز المحيميد واللواء عبد القادر بن عبد الباقي طلحة مساعد مدير شرطة منطقة القصيم ويساعد المجموعة اللواء خالد بن عباس الطيب مدير شرطة منطقة القصيم حيث سكبت المجموعة عصارة خبرتها في هذه القضية وتم التوصل للجناة في غضون ساعات معدودة بعد التعاون مع البحث الجنائي بمدينة جدة والقضية البشعة هي التي انفردت الجزيرة في عددها رقم 12074 الصادر يوم الأربعاء 16- 9-1426هـ حين كتبت عن عامل يكتشف جثة لوافدة مدفونة بأحد أقسام التوسعة داخل حرم وسور مستشفى بريدة المركزي بعد هشم رأسها ودفنها بطريقة مهينة إلا أن الفريق الأمني المكلف بفك طلاسم القضية استطاعوا تنمية الخطوط الرفيعة والدقيقة لكي تكون أكثر متانة وقوة تحول لصالح كشف سر الجريمة فبعد الرجوع إلى المكالمات الهاتفية الصادرة والواردة لجوال الضحية ولآخر رقمين استقبلها جوالها الخاص وجد أن بين الرقمين اتصالات ثنائية حالية ومستمرة وكان ثلاثية قبل القتل تم التوصل للأول ذي الشريحة الشخصية الذي يعمل ويسكن في محافظة عنيزة، وبدوره قام بالتعريف بالطرف الآخر الذي يعمل بمؤسسة ببريدة إلا أن الأخير وبعد خوفه من اكتشاف أمره غادر بريدة إلى جدة ليبعد عن نفسه الشبهة ونظراً للتعاون المثمر بين البحث الجنائي ببريدة ونظيره بجدة تم القبض عليه خلال 12 ساعة فقط بمدينة جدة الذي بدوره اعترف ببشاعة عمله ودلهم على اثنين من المشاركين معه بالقضية وهما عاملان يعملان بقسم النظافة بشؤون المرضى بمستشفى بريدة المركزي واصفين عملية القتل التي جاءت بأسباب أخلاقية حيث لهم علاقة سابقة مع الضحية بطريقة غير شرعية إلا أنهم طلبوا منها بألا تمكن أحداً غيرهم من نفسها وان يقتصر التبادل غير الشرعي مع ثلاثتهم فقط ولا سيما أنهم يقدمون لها عدداً من الخدمات منها اعطاؤها بطاقة شحن لشرائح الجوال وكذلك نقوداً -حسب ما أدلوا به- فلم تمتثل لطلبهم هذا مما دعاهم لاستدراجها لموقع التوسعة الجديدة بأحد الأقسام أمام المبنى الذي تعمل به ومن ثم قام أحدهم بكتم أنفاسها والآخر بالإمساك بها والثالث بالضرب على الرأس بحجر وخشب مما أدى لوفاتها ومن ثم عملوا على دفنها بموقع يبعد عن مكان القتل ما بين 15 - 20 متراً وذلك في الساعة الرابعة فجراً - تقريباً - بينما بدأ التخطيط والتنفيذ منذ السابعة بعد المغرب. ويبقى السؤال الكبير الذي لا يخلي بعض الجهات من المسؤولية وهو إذا كان أحد الجناة وهو الأهم فيهم إذا كان من خارج المستشفى ويعمل في مؤسسة خاصة كيف يسمح له بالدخول لداخل حرم المستشفى أين الرقابة والأمن الخاص ولا سيما أن هذه الحادثة جاءت بعد أيام قليلة من حادثة الخطف والاغتصاب التي حدثت لعاملة تعمل في مستشفى الولادة والأطفال ببريدة. على الرغم من محاولات مديرية الشؤون الصحية بالقصيم بالنفي اليائس ولماذا لا تطالب وزارة الصحة الشركات المتعهدة بنظافة المستشفيات من الحفاظ والحماية لهؤلاء النسوة من الذئاب البشرية لبني جنسها حتى لا تتكرر مثل هذه الاعتداءات.
|