Monday 24th October,200512079العددالأثنين 21 ,رمضان 1426

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في "دوليات"

مخاطر فتنة طائفية جديدة في مصرمخاطر فتنة طائفية جديدة في مصر
سلطات الأمن تشدّد الحراسة على الكنائس.. وجهود مكثفة لاحتواء الأزمة

* الإسكندرية - مكتب الجزيرة - علي فراج:
كثفت السلطات الأمنية المصرية من حراستها على الكنائس تخوفاً من اندلاع أعمال عنف وشغب ضدها بعد الأحداث المتصاعدة التي شهدتها مدينة الإسكندرية 220 كلم شمال غرب القاهرة، حيث عاشت المدينة المشهورة بهدوئها وجمال شواطئها أسبوعاً من حالة الاحتقان وصل إلى انفجار غاضب من قبل المسلمين تجاه كنسية (ماري جرجس) بحي محرم بك بسبب أنباء عن إنتاج الكنيسة مسرحية تحت عنوان (كنت أعمى والآن أصبحت بصيراً) والتي رأى فيها البعض بعد مشاهدتها على أسطوانات مدمجة (سي دي) أنها تسيء للإسلام وللتعاليم الإسلامية وللنبي محمد صلى الله عليه وسلم.
واحتشد بعد صلاة ظهر الجمعة ما يزيد عن خمسة آلاف متظاهر في محاولة للهجوم على الكنيسة الأمر الذي جعل سلطات الأمن تدخل بقوة مما أسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص وإصابة ما يزيد عن ثمانين آخرين بينهم رجال شرطة.
وتجددت المظاهرات مرة أخرى بعد صلاة التراويح وفشلت الشرطة في السيطرة على المتظاهرين الأمر الذي اضطرها إلى استخدام القنابل المسيلة للدموع لتفريق المتظاهرين الذين كانوا يردون هتافات معادية لكنيسة ومطالبين باعتذار رسمي من البابا شنودة بطريرك الإسكندرية وبابا الكرازة المرقسية وأصدرت وزارة الداخلية المصرية بياناً جاء فيه أن 20 من رجال الشرطة بينهم ضابط كبير و 25 من المتظاهرين أصيبوا في مصادمات بين الجانبين خارج كنيسة ماري جرجس التي شهدت عرض المسرحية ليوم واحد منذ عامين لكن تردد أن المسرحية عادت للظهور في الآونة الأخيرة على أقراص مدمجة.
وأضاف البيان أن التدافع كان السبب في مقتل أحد المتظاهرين وفاق عدد المتظاهرين خمسة آلاف شخص اشتبكوا مع الشرطة بعد تجمعهم خارج الكنيسة عقب صلاة الجمعة.
وقال البيان إن القيادات الأمنية التقت بالمذكورين عقب صلاة العصر لتوعيتهم بخطورة تصرفاتهم وبأنه لم يتم التغاضي عن أي تجاوز أو أي أخطار من الطرف الآخر يمكن تداركها وتوضيح مداها الذي لا ينسحب على موقف جموع المسلمين والمسحيين وقياداتهم الدينية.
وأضاف البيان أن العناصر المتطرفة أصرت على معاودة تصعيد الموقف وتجمع عدد كبير منهم وإزاء تصاعد النزعة الإثارية والتحريضية فضلاً عن جنوح البعض لحرق بعض المحلات التجارية بالمنطقة اضطرت قوات الشرطة لمعاودة التعامل ضد المحرضين ومثيري الشغب وتباشر النيابة التحقيق.
وقال شاهد عيان إنه كان من المتوقع حدوث مظاهرة سليمة أمام الكنيسة للمطالبة باعتذار البابا غير أن الأمور تصاعدت بشكل مفاجئ وخطير حول الشارع إلى ساحة حرب لا يعلم أحد من أين تأتي إصابته وكما فشل الأمن في تهدئة المظاهرة فشل أيضاً أمام أحد المساجد المجاورة التي حاول جاهداً أثناء المتظاهرين عن عزمهم ولكنهم طالبوه بالرحيل حتى لا يلحق به مكروه.
ونفى الأنباء آرميا وهو سكرتير البابا شنودة وأحد الأساقف البارزين في الكنيسة ما تردد عن وجود مسرحية تسيء للإسلام، وقال إن الكنيسة لن تتسامح مع أي مسيحي يسيء للإسلام مشدداً على ضرورة الوحدة الوطنية والتآلف الوطني بين عنصري الأمة المصرية لكنه رفض إعطاء تفاصيل عن المسرحية غير أنها عرضت قبل عامين ولمدة يوم واحد ثم تم رفعها بأمر من الكنيسة، وأضاف إنه لا يعرف من الذي حرك هذا الموضوع حالياً.
أما محمد البدرشيني عضو مجلس الشعب البرلمان عن الإسكندرية والذي يبذل مجهوداً فنياً لتهدئة المتظاهرين، قال إن الأمور كانت من الممكن أن تنتهي بسرعة لو أن الكنيسة قدمت اعتذار عن الأحداث التي أشعلت هذه الفتنة، وأكد البدرشين أن أهالي المنطقة هنا مصممون على اعتذار البابا شخصياً ومحاسبة وإقالة المسئولين من كنيسة ماري جرجرس.
وأعرب النائب البرلماني عن تخوفه من تصاعد حدة التوتر بين المسلمين والأقباط في الوقت ذاته قال نجيب جبرائيل مدير مركز الكلمة للدراسات وهو مفكر قبطي بارز إن المسرحية تهاجم التطرف وليس الإسلام وفسر عدم اعتذار البابا بأن المجلس المحلي رأى أنه لا يوجد خطأ وقع فيه ولذلك لم يقدم اعتذاراً حتى لا تكون سابقة.
وقد أعلنت المحال التجارية أبوابها بعد إفطار الجمعة الماضية حتى مساء السبت بسبب حالة الاستنفار الأمني في شارع محرم بك. الغريب في الأمر أن قوات الأمن المصرية وجدت نفسها متهماً من كلا الطرفين حيث يتهمها البعض خاصة الأقباط بتسريب (سي دي) المحمل بالمسرحية من أجل الإبقاء على حالة الطوارئ ويتهمها البعض الآخر بمحاباة المسيحيين وحمايتهم على حساب المسلمين.
وقال مصدر أمني إن وزارة الداخلية تبذل مجهوداً كبيراً لاحتواء الأزمة معتبراً أن ما يحدث زوبعة في فنجان سرعان ما يعود الطرفان إلى سابق عهدهما في الوحدة والتآلف والانسجام.
وأشار إلى أن مثيري الشغب يخضعون الآن لتحقيق النيابة والجهات المختصة للوقوف على ملابسات الحادث ومجازاة من آثار الفتنة من جانبه طالب الدكتور على جمعة مفتي الديار المصرية الجميع بالهدوء واتباع سنن الأنبياء والمرسلين في العفو والصفح عن المسيء وحذر من آثاره الفتن.
وأكد أن كل من يحاول العبث بمقدرات هذه الأمة أو بث روح الفتنة الطائفية بين طرفي الأمة المسلمين والمسيحيين أو يحاول ائتلاف ممتلكات الغير يكون مرتكباً لأثم عظيم يستلزم سرعة التوبة إلى الله والتمسك بمنهج النبي محمد صلى الله عليه وسلم وجادلهم بالتي هي أحسن.
وشدد الدكتور علي جمعة على أن العلاقة بين المسلمين والمسحيين في حد علاقة قوية بنتها الأيام والسنون وأن كل من يشيع غير ذلك فإنه لا يعرف الواقع. وأضاف جمعة إنه الأمر إذا كان يتعلق بالانتخابات البرلمانية كما أشاع البعض فتلك مصيبة كبرى يكون الواقف وراءها قد باع دينه بثمن بخس.
إلى ذلك نفى مصدر كنسي أن يلجأ البابا شنودة إلى اعتذار عما حدث لأنه يرى أن الأمر لا يستوجب كل ذلك. وأشار المصدر إلى أن العمل لا يمل إساءة للدين الإسلامي وإنما إدانة للتطرف ومع ذلك رفعته الكنيسة من العرض بعد يوم واحد منذ عامين حتى لا يساء فهمه.إلى ذلك يسعى مثقفون وسياسيون مصريون إلى احتواء الأزمة وتشكيل لجنة عليا لإدارة مثل هذه الأزمات حتى لا تتكرر خاصة بعد تصاعدها بصورة ملحوظة في الفترة الأخيرة.

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved