مع بدء السنة العبرية الجديدة يتضح أن وضع الدولة، وفقاً للجمهور اليهودي في إسرائيل، قد ساء في العام الماضي في معظم مجالات الحياة، ولاسيما في كل ما يتعلق بالعنف والجريمة، والفجوات بين الأغنياء والفقراء وأداء السلطة والجهاز السياسي، والأمران الوحيدان اللذان كان الميزان السنوي إيجابياً إزاءهما هما المكانة الدولية للدولة ووضعها الأمني. وفيما يتعلق بتقديرات الجمهور اليهودي في إسرائيل لنتائج خطة فك الارتباط من قطاع غزة بعد مرور نحو شهر على إنجازه، يعتقد 56% أنها كانت خطوة صحيحة في مقابل 36% يظنون أنها كانت خطوة خاطئة. ومن ناحية تأثير هذه الخطة على دفع عملية السلام مع الفلسطينيين، يعتقد 54% أن تأثيرها سيكون إيجابياً، في مقابل 38% يعتقدون عكس ذلك. وبالنسبة للتغييرات التي طرأت في العام الماضي على احتمالات إنهاء النزاع، اتضح أن كثيرين يرون الوضع قد ساء ولم يتحسن. ولكن رغم أن الغالبية تؤيد فك الارتباط، فإن قلة قليلة نسبياً، فقط 19%، تعتقد أن إجراءً أحادي الجانب على هذه الطريقة سيغير الوضع عندما يتعلق الأمر بإخلاء واسع لمستوطنات في الضفة، في حين أن الغالبية تخالف أولئك الذين يؤيدون الإخلاء فقط إذا ما جرى في إطار اتفاق سلام مع الفلسطينيين (31% لا يعرفون). على أية حال، يتضح من ضم مؤيدي الإخلاء على نحو أحادي الجانب في الضفة إلى أولئك الذين يؤيدونه في إطار اتفاق فقط، أن نسبة التأييد المبدئي لإخلاء واسع لمستوطنات في الضفة يصل اليوم إلى 57% من جملة الجمهور اليهودي. هذا الموقف يلائم التأييد الواسع (نحو 70%) لإجراء مفاوضات بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية. وذلك بالرغم من أن أغلبية مماثلة (نحو 68%) تقدر أن هناك احتمالاً ضئيلاً للوصول إلى اتفاق دائم مع حكومة أبو مازن، أي أنه يوجد في أوساط المتشككين أيضاً كثيرون يعتقدون أنه يحتاج إلى المحاولة فقط. وبالإضافة إلى ذلك تعتقد أغلبية (55%) أنه إذا لم يكن هناك تقدم على الصعيد السياسي فقد تندلع انتفاضة ثالثة (30% لا يعتقدون ذلك، 10% لا يعرفون).
هاآرتس 14-10-2005- ترجمة: مدحت أمين |