Monday 24th October,200512079العددالأثنين 21 ,رمضان 1426

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في "قضايا عربية في الصحافة العبرية"

..........تقرير سياسي..........تقرير سياسي
قوة أمريكا تتراجع.. وعلى إسرائيل الاعتماد على نفسها

منذ فترة، نشر توم سيجف تقريراً في صحيفة (هاآرتس) قال فيه إن اعتماد إسرائيل المطلق على الولايات المتحدة خطأ، لأنه لا يوجد أي ضمان لاستمرار الهيمنة العالمية الأمريكية. وقد كان على حق. فالدين الوطني الأمريكي يتراوح - حسب أكثر الخبراء ثقة في نظركم - بين 7-8 تريليونات دولار، وحوالي ربع هذا الدين أو ثلثه تملكه الصين. ويصل العجز السنوي إلى حوالي 450 بليون دولار.
وبمرور الأيام، لن يكون من الممكن الاستمرار على هذا النحو، ويوجد خطر ملموس بأن يكون الحل هو التخلي عن دولة الرفاهة، وهو ما ستكون له تبعات نتائج عظيمة الوقع على الأمريكي البسيط، وهو ما قد يفضي إلى إسقاط الإدارة الحالية.
لقد وصلت القوة العسكرية الأمريكية إلى أقصى حد لها: فمن جملة نصف مليون جندي أمريكي، يوجد حوالي 150 ألفاً في العراق، وهناك حاجة إلى مثل هذا العدد للمناوبة، وللولايات المتحدة التزامات كثيرة في كل أنحاء الكرة الأرضية.
ويبدو أن الولايات المتحدة لا تملك اليوم إمكانية مغامرة عسكرية أخرى إلى جانب مغامرة العراق. فالجيش الأمريكي غارق في وحل العراق. ومع ذلك فالولايات المتحدة - رغم كل آلامها ومشكلاتها ورغم أخطائها السياسية والاقتصادية الصارخة - تعتبر قلعة الثقافة الغربية، والثقافة عامة.
إن سياسة إسرائيلية حكيمة لن تنقض الحلف مع أمريكا من جهة، ولن تعتمد على هذا الحلف كخيار وحيد من جهة أُخرى.
ومن ناحية أخرى، فإن الاتجاه نحو أوروباً لا يقل إشكالية. حيث تشهد أوروبا كارثة سكانية تتمثل في انخفاض مستمر لعدد السكان، وهو ما سيؤدي حتما إلى هجرة جماعية، من الدول الإسلامية خاصة، وهذه الهجرة ستزيد عدد المسلمين هناك، الذي يصل عددهم اليوم إلى 23 مليون مسلم.
ورغم أنها قلة صغيرة إلا أنها قد تفرز أنصاراً للإسلام المتطرف، الذي يريد القضاء على قيم الثقافة الغربية والشرقية على حد سواء.
لا يوجد فرق حقيقي بين الليكود وحزب العمل في الاعتماد على الإدارة في واشنطن، ولا شك أن ثمار ذلك تلوح في الأفق القريب. غير أن الناس لا ترى أبعد من أنوفها: فهم لا يرون أن الغلبة لن تدوم للحزب الجمهوري على الدوام، ولا يرون أيضاً الحرب الخاسرة في العراق، ولا استمرار الهيمنة، في الأساس. انسحاب أمريكي أحادي الجانب من العراق سيفسر كنصر للإسلام المتطرف، وسيعرض إسرائيل للخطر.
لا توجد لليكود خطة جاهزة للتعامل مع حالة حدوث أزمة في الولايات المتحدة، أما حزب العمل فإنه يعاني من مشكلة واحدة وهي أنه لم يعد هناك حزب أصلاً. منذ عشرات السنين حذرنا صموئيل لويس، السفير الأمريكي في إسرائيل آنذاك، من أن نضع البيض كله في سلة واحدة. كان على حق.

معاريف 16-10-2005
ترجمة: مدحت أمين

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved