عرضت دولة قطر على بلدية سخنين التبرع بمبلغ 6 ملايين دولار لتمويل مشروع الإستاد المحلي، وهو الإستاد الذي وعد رئيس الوزراء آرييل شارون بالمساهمة في بنائه قبل عام عندما فاز فريق أبناء سخنين بكأس الدولة، وهكذا يصبح الإستاد، مشروعاً عربياً إسرائيلياً فريداً من نوعه، نظراً لكونه وليد تعاون علني ليس بين رجال أعمال إسرائيليين وعرب بل بين حكومات. حكومة إسرائيل، وبالتحديد وزارة التعليم والرياضة (التي لم تسهم بشيء في إقامة الإستاد) طلبت تحويل هذا المشروع إلى رمز للتعاون بين العرب في إسرائيل ومؤسسات الدولة، أما الآن فقد حصلت الحكومة على أكثر بكثير مما دفعت نظيره: الإستاد الذي قد يحمل اسم (إستاد الدوحة) على اسم العاصمة القطرية وسيلعب عليه يهود وعرب ويحضره مشاهدون دفعت ثمن مقاعدهم حكومة يهودية وحكومة عربية. وإذا كان قد ساد في الماضي شعار أنه يمكن لعرب إسرائيل أن يشكلوا جسراً بينها وبين الدول العربية، فيبدو الآن أن الأمور انقلبت رأساً على عقب: دولة عربية، قطر، هي التي تساعد على توثيق العلاقة بين دولة إسرائيل وبين الأقلية العربية فيها. تبرع من دولة عربية لعرب يحملون الجنسية الإسرائيلية ليس أمراً مسلماً به في معظم الدول العربية، فما بالك بمشروع تشارك فيه حكومة إسرائيل. وبالتالي ليس صدفة أن قطر بالذات، التي تدير سياسة خارجية مستقلة، كتلك التي لا تنجر وراء الشعارات الدارجة للجامعة العربية، والتي لا تخشى مفهوم (التطبيع) مع إسرائيل، هي التي سارعت إلى قبول التبرع. ومن جهة أخرى، من الأفضل عدم تشويش الأمور، فلا يمكن فهم شجاعة دولة قطر واستعدادها لمساعدة العرب في إسرائيل كإعفاء يعطى الآن إلى حكومة إسرائيل من الاعتناء بشؤون الأقلية العربية في الرياضة، مثلما في مجالات أخرى. ففي مبارياته الداخلية والخارجية يمثل فريق أبناء سخنين دولة إسرائيل وليس قطر أو أي دولة عربية أخرى، ومشجعوه هم مواطنو إسرائيل. وهكذا يُعتبرون في نظر الدول العربية التي لا يتقرر موقفها من إسرائيل من سياسة الأخيرة تجاه العرب في إسرائيل بل تجاه الفلسطينيين في المناطق الفلسطينية. هذه الخطوة لم تأت على خلفية سياسية بل على أساس غير سياسي- إيثاري. وهو سيلزم إسرائيل، على الأقل من ناحية قطر، بتقديم (كشف حساب) عن سياساتها ليس فقط تجاه الفلسطينيين بل أيضاً تجاه العرب في إسرائيل.
هاآرتس 15-10-2005 ترجمة: مدحت أمين |