Monday 24th October,200512079العددالأثنين 21 ,رمضان 1426

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في "قضايا عربية في الصحافة العبرية"

رؤيةرؤية
عام 1982 يحاكم صدام ويمجد شارون
مطلق سعود المطيري

يحاكم صدام حسين الرئيس العراقي السابق عن جريمة وقعت في عام 1982 وقد وصفت هذه الجريمة قضائياً وإنسانياً وسياسياً بأنها جريمة ضد الإنسانية، وهي فعلاً كذلك، يا تري ما الذي جعل حامي بوابة العرب الشرقية يجلس في قفص الاتهام ليواجه جريمته المؤكدة؟ هل هو مبدأ العدالة؟! نعم هو مبدأ العدالة الشرق أوسطية الجديدة التي تخول المحتل أن يحاكم الظالم وفقاً لدستور لم تثبت شرعيته بعد.
وإن المفارقة في هذه المحاكمة تكمن في تاريخ الجريمة 1982 العام الذي شهد العالم بأسره بشاعة ما فعله رئيس الوزراء الإسرائيلي أريئيل شارون في مخيم صابرا وشاتيلا من قتل الشيوخ والنساء والأطفال المسلحين بالدموع والبؤس، وصنعت مأساتهم صورة تعد وصمة عار في جبين العدالة الدولية ومازالت آثارها باقية إلى وقتنا الحاضر.
صدام قادته جريمته إلى قفص الاتهام بعد انكسار سياسي ونفسي كبيرين، وشارون صنعت له جريمته مجداً وطنياً وجعلت منه بطلاً قومياً لأمة صهيون.
وقد يكون من المناسب في هذه المفارقة أن نشرك الأدب لتكمل صورة التمايز، حيث يؤكد شاؤول فيشر نيحوفيتش، شاعر روسي يهودي، في قصيدة (تهويدة المهد)على سمو اليهودي موجهاً حديثه إلى الطفل اليهودي.


عبري أنت يا بني وفي هذا
سعادتك وتعاستك
فرع من سلالة شعب عريق
تسمو عظمتك فوق الشعوب

ولنا أن نقول عبرية أنت يا سياسة التي تستخدم القيم الإنسانية ومفاهيم العدالة لتحقيق أهداف غير أخلاقية ولاإنسانية. صدام واجه مصيره الذي صنعه بيده وقاد المنطقة لسلسلة من الانكسارات والهزائم وجعل من مقدرات العراق العظيم آلة تصنيع ألوهية الذات الفردية التي تجسدت في شخصية القائد والزعيم المكلل بالنصر دائماً.
ولكنه لم يسقط حكمه ويحاكم بسبب هذه الجرائم، ولو كانت كذلك لسقط وحوكم منذ بدايات حكمه.
ولكن غباء الزعيم الأوحد ساعد على تطبيق سيناريوهات تفكيك المنطقة لصالح شعب الله المختار.
ومن المفارقات المؤلمة والمضحكة أن بعض كتاب وسياسي العصر الصدامي في الوطن العربي هم رافعو لافتات الإصلاح السياسي في بلاد البؤس والانكسار في وقتنا الحاضر تحت شعار الديمقراطية وحقوق الإنسان التي يحاكم معلمهم بسبب انتهاكه لهما.
ولكن لكل فعل سياسي عبقريته التي لن يفهمها بعد، ويبدو أن الخيانة الديمقراطية هي مصطلح مطلوب في درس التغيير السياسي في المنطقة، ومن صورة المحكمة العراقية وجماعات مطالبة التغيير في الوطن العربي يُفهم مصطلح الخيانة الديمقراطية.
إن عام 1982 الشاروني بدأت نتائج انتصاره مع أول خطوة تفكيك للخريطة العربية وإعادة رسمها وفقاً لمشروع التطبيع ومن يعارض هذا المشروع في الوطن العربي، فإن القاضي الكردي في انتظاره.

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved