الخبر الذي أورده مراسل صحيفة الجزيرة (سعد العايد) من مدينة (تربة) بمنطقة حائل في ثنايا الأخبار المحلية قبل أيام عنونه ب(معتمر يفقد زوجته في الحرم المكي)، والمعتمر هذا مواطن يعلم الله بحاله الآن في أوج هذه الصدمة الإنسانية العنيفة، فكيف هي الآن ردة فعله، وأم أطفاله في برازخ الغياب؟ ولماذا لم تثر هذه الجريمة ردة فعل المجتمع؟ الجريمة خطيرة، وتأثيرها عميق، ويجب أن يقف المسؤول عن أمر هذه القضايا بكل وضوح، ليبين للجميع أن هذه الجريمة لن تمر دون عقاب، ولا سيما أنه حصل أمر مشابه لها حينما اختفت مواطنة في ذات المكان قبل نحو عام. الخبر الذي ورد لم يكن محاطاً بأي حذر أو تحذير، إنما جاء على هيئة إنباء حيادي عن جريمة نكراء موذية وقاتلة في أعز وأطهر بقعة على وجه الأرض؛ فالخبر بالفعل صاعق ومزلزل ويكشف عن ضرورة قصوى للتحرك نحو إيجاد آلية عمل ميداني يمنع حدوث مثل هذه الجرائم. (الجهات المعنية باشرت الحادث).. عبارة دائماً ما تقترن بمثل هذه الحوادث، إلا أن الأمر يعبر من أمامنا وكأنه قضية عابرة في عالم عابر، فمباشرة القضية تحتاج إلى تضافر الجهود بين المواطن ورجال الأمن، إلا أنه لا توجد أي اتصالات بين الجهات الأمنية أو المعنية وبين المواطن كالأرقام الهاتفية لمثل هذه الجهات أو أرقام خاصة بالقياديين لمثل هذه الأجهزة، إنما نرى أن الرقم الذي يمكن أن يتم تداوله هو رقم أحد أقارب الضحية أو أحد أفراد عائلته، فما الفائدة؟.. فهو المحتاج إلى الأرقام التي تساعده، وتقيله من عِثار القضية. رقم جوال أحد أفراد الضحية لا يقدم أو يؤخر، بل إن تداوله محدود الأهمية ولن يقدم أي حلول، ما لم يكن هناك خط ساخن بين المسؤول والمتابع لمثل هذه القضية؛ فما أهم من أن أتصل شخصياً بجوال أي مسؤول لأقول ما لدي ولأساعد في حل قضية تهمنا جميعاً؟
|