لشهر رمضان الكريم فضائل صحية بجانب فضائله الدينية العظيمة.. هذا إذا عرفنا ما يجب أن يكون عليه غذاؤنا. إن البعض منا، حسب العادات والتقاليد، يعتقد أنه نظراً لصيامه (لمدة 12 ساعة) فإنه يجب عليه أن يعوض مدة الصوم هذه الساعة على ذلك لكونه جوعان فيأكل ضعف أو ثلاثة أضعاف قدرته الطبيعية ويملأ بطنه من أصناف معينة تكثر في رمضان مثل السمبوسك والقطايف وما شابهها. والحقيقة أن شهر رمضان الكريم فائدته الصحية تكمن في أنه ينظم عملية الاكل في مواعيد محددة تكون (فيما بينها) المعدة في راحة من عناء الهضم ويجب علينا أن نحافظ على هذه الفائدة بعدم إجهاد المعدة فوق طاقتها عند الافطار أو في السحور.. فمثلاً يجب أن نبدأ الإفطار بشيء دافىء (مثل الشربة) ونبتعد قدر الإمكان عن الاكثار من الشحوم.. وأن يكون (الحلا) دائماً فاكهة فهي سهلة الهضم فضلاً عن أنها ذات قيمة غذائية عظيمة لاحتوائها على نسبة كبيرة من مختلف الفيتامينات التي تحمي الجسم وتمده بعناصر أساسية.. ويجب علينا ألا نكثر من الاكل فوق الطاقة عملاً بالقول المأثور (نحن قوم لا نأكل حتى نجوع وإذا أكلنا لا نشبع) ففي مثل هذا الكلام سر الصحة لأنه أنسب وسيلة لتجنب الاضطرابات الهضمية وجعل المعدة في أحسن حال.. ويجب أن يعرف ان المعدة بيت الداء فإذا صحت صح الجسد كله.. نسأل الله أن يديم علينا وعليكم الصحة وأن يجعل هذا الشهر الكريم.. بركة وخيراً علينا وعليكم وعلى المسلمين اجمع.. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
بقلم: د. محمد إسماعيل الهباش المستشفى الأهلي الرياضي |