في مثل هذا اليوم من عام 1990 كشفت الجمعية الجغرافية الملكية البريطانية عن أن المنطقة المدمرة بيئيا حول (بحر الآرال) تمثل أسوأ كارثة بيئية في العالم. وكان ثلاثة علماء بريطانيين قد عادوا لتوهم من زيارة إلى البحر المتاخم لجمهوريتي كازاخستان وأوزبكستان. والمنطقة التي كانت ذات يوم رابع أكبر منطقة في العالم من حيث المياه العذبة قد انكمش حجمها إلى الثلث. وقد هبطت لعمق 14 متراً في السنوات الثلاثين السابقة مهددة حياة أربعة ملايين شخص يعيشون في المنطقة. وكانت سياسات الري السوفييتية بدءًا من الستينيات قامت بتحويل المياه من مصدرين هما أموداريا وسيرداريا من أجل ري المناطق الشاسعة المزروعة بالقطن في جنوب الآرال. وأعلن دافيد برندسن، أستاذ الجغرافيا بكينجز كوليدج بلندن، أن الأمر أسوأ مما كان متوقعاً. فقد تم تدمير حرفة الصيد وتغير المناخ مع حدوث صيف أكثر جفافا وأقصر زمناً، وشتاء أكثر برودة وأطول زمناً. وأدى التلوث الكيميائي إلى ظهور الكثير من الأمراض. وأصبحت وفيات الأطفال أسوأ من أي بلد نامية في العالم حيث إن 10% من الأطفال يموتون في عامهم الأول. أما نسبة من يموتون بسبب الأمراض المعوية وأمراض الكلى فقد زادت بنسبة 15% وتضاعف عدد حالات الأزمات القلبية وزاد الفشل الكلوي 15 ضعفاً بسبب المياه الملوثة والأكثر ملوحة. وزادت الإصابة بالسرطان عشرة أضعاف والوفاة بسبب مرض الدرن إلى 21 ضعفاً. أما السفن المهجورة الرابضة على بعد 80 كم فقد غطتها الأملاح والمبيدات الزراعية التي تسبب المرض. وفي أواخر الثمانينيات هبط منسوب المياه لدرجة أن البحر القديم انشق إلى نصفين. وأوضح توني فرنش، أستاذ الجغرافيا بجامعة لندن أنه مع هذا المعدل يتبين أن هناك انحرافاً ضئيلاً في بحر آرال مع الألفية الجديدة. وعلى الرغم من المحاولات العالمية لإنقاذ بحر آرال فإن جهود وقف تبخر البحر من خلال الحد من فقد المياه أو الحد من الري قد ذهبت أدراج الرياح. وفي يونيو عام 2004 توقع العلماء أن يتلاشى البحر في غضون 15 عاماً. وواصل سكان المنطقة المعاناة من الأمراض المخالفة بسبب التلوث. وقد بلغ معدل الإصابة بسرطان المريء أعلى معدل له في العالم. وهناك تخوف من حدوث تشوهات جينية لسكان المنطقة. وهذا يعني أن الأطفال سوف يكونون أكثر عرضة للإصابة بالسرطان نتيجة لبقايا المبيدات في حقول القطن، وتواصل أوزبكستان حتى الآن استخدامها كونها من أكبر مصدري القطن في العالم.
|