ذكرنا في المقال السابق أن هناك مسؤولية أساسية على جراح التجميل للتأكد من كل الإجراءات التي تضمن سلامة المريض وعدم تعرضه للمخاطر قبل وخلال وبعد إجراء جراحة التجميل، وفي هذا المقال سنتعرض لبعض المتطلبات المهمة التي يجب أن يأخذها المريض بعين الاعتبار للحصول على أفضل النتائج. أول هذه الاعتبارات أنه على المريض أن يعلم أن جراحة التجميل هي إجراء جراحي وليست حدثاً طبياً عادياً وتحمل في طياتها مخاطر جراء التخدير وإمكانية النزيف والالتهاب وغيرها، ومن حسن الحظ أن المخاطر التي تهدد الحياة نادرة جداً إذا تمت الجراحة بأيدي جراح مؤهل وفي مكان مجهز لهذه الجراحة ولكن يجب استشارة الطبيب قبل العملية لمعرفة التوقعات المنطقية والمعقولة لنتائج هذه الجراحة، ويتم ذلك من خلال الفحص داخل العيادة ومناقشة الأمر مع الطبيب في جو هادئ ويمكن أن يأخذ الأمر أكثر من زيارة للطبيب مما يزيد من تفهم المريض ومعرفته بما هو مقبل عليه. وهناك مسألة أدبية وأخلاقية بالنسبة للجراح الذي يجب عليه أن لا يضمن للمريض نتائج كاملة أو حتى يوحي له بأنه سيكون راضياً بالكامل بعد العملية فهناك دائماً إمكانية أن يضطر الطبيب لإعادة الجراحة في حال لم تكن النتائج في مستوى توقعات الطبيب والمريض (مع أن ذلك يعتبر نادراً). وتقتضي الأمانة من الطبيب أن يقدم للمريض نموذج موافقة على إجراء العملية يحتوي على كل جوانبها لمساعدته على اتخاذ القرار في إجرائها من عدمه، وقد يكون البعض من المرضى غير مناسبين لإجراء جراحة تجميلية لأسباب صحية أو نفسية أو حتى لعدم قدرتهم على تقبل نتائج لا ترقى إلى درجة الكمال وينبغي على الطبيب في هذه الحالة ألا يجري العملية أو ينتظر لحين انتفاء الأسباب. إضافة إلى ذلك فإنه لا ينبغي على الجراح أخذ المخاطر غير المحسوبة في عمليات التجميل فعملية شفط الدهون من مناطق متعددة في الجسم وبكميات كبيرة يمكن تجزئتها إلى جلستين أو أكثر. كما ينبغي على المريض أن يعرف مؤهلات الطبيب والمركز الذي يعالج فيه ومدى جودة الخدمة والأمان والإدارة والاحتراف المهني للعاملين في المركز قبل إجراء العملية؛ فسمعة الطبيب ومؤهلاته وسجله السابق تساعد المريض كثيراً على الاختيار والشعور براحة البال. وأخيراً يجب على الطبيب أن يضع سلامة المريض في قمة أولوياته حين يتعلق الأمر بجراحة التجميل، كما يجب أن يسود المناقشات والقرارات جو من الصراحة والحكمة لمعرفة مدى الخطورة القائمة وتجنبها والابتعاد عن كل ما يمكن أن يشكل تهديداً لنجاح العملية أو حياة المريض.
(*) استشاري الجراحة التجميلية والترميمية |