بلمسة كريمة تتجسد فيها روح الأبوة رعى صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز الملتقى الذي تقيمه وزارة الشؤون الاجتماعية وهو بعنوان: (المحتاج المتعفف مسؤولية الجميع) الذي أقيم يوم الأربعاء 17-8-1426هـ وما تشريف صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز لهذا الملتقى إلا أكبر دليل على تلاحم القيادة بالشعب وحرصهم على تلبية ما يحتاجون إليه، ومحاولة تحسين وضعهم الاجتماعي ليكونوا قادرين على العطاء في ظل حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله - فكم من محتاج عَفَّ نفسه عن السؤال رغم ظروفه القاهرة ولكنه رفض لنفسه ذل السؤال! وقد صرح القرآن بهذا الشيء حيث ذكر سبحانه وتعالى: {وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَّعْلُومٌ (24) لِّلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ} والمحروم هنا هو مَنْ عَفَّ نفسه وحرمها من سؤال الناس.. فكم من المتعففين داخل أسوار بيتهم لا يعلم بحالهم إلا الله سبحانه وتعالى!. ومن فضل الله أنْ مَنَّ على هذا الشعب بقيادة تسهر على رعاياها، تحس بما يحسون، وتتألم مما يتألمون.. وأكبر دليل على هذا زيارة الملك عبدالله بن عبدالعزيز للأحياء القديمة في مدينة الرياض عام 1423هـ في وقت مفاجئ تجرد حينها من جميع الألقاب وكذا المواكب، وأمسى يمشي نازعاً عباءته داخل البيوت التي لا يعلم بحال مَنْ بداخلها إلا الله سبحانه. فاستمع إليهم فكان خير منصت وكان صدراً رحباً لاستقبال شكواهم فوعدهم خيرا.. والله إنه لأمر عظيم يغبطنا ويحسدنا عليه جميع أهل الأرض قاطبة من شرقها إلى غربها كيف للملك ابن ملك أن يمشي ليلاً بين أفراد شعبه ويدخل مساكنهم وينظر لحالهم فمن نظر ليس كمن سمع ولينظر كل واحد منا أنه بدلاً من أنْ يأتي إليه الناس - وهذا ما نراه كل أسبوع - ذهب هو إليهم وطَرق بابهم ولبى نداءهم ووعدهم بأنَّ ما سيأتي أفضل وأحسن. فليحمد الله كل مواطن أن جعل لنا ولاة أمر يقيمون شرع الله ولا يخافون في الله لومة لائم فهذا منهجهم ومنهج آبائهم من قبل وهم على خطاهم سائرون. أسأل الله العظيم أن يوفقهم وأن يسدد خطاهم وأن ينفع بهم الإسلام والمسلمين.
|