فيما يتواصل الجسر الجوي السعودي الإغاثي..السفير علي العسيري:
كلنا شعب واحد وما تمر به باكستان يعد عصيباً على المملكة

* إسلام أباد - موفد الجزيرة - أحمد القرني:
بتوجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله - ما زال الجسر الجوي السعودي الإغاثي ينقل المساعدات العاجلة للمتضررين من الزلزال الذي أصاب جمهورية باكستان، حيث وصل مساء أمس لمطار إسلام أباد الرحلة الحادية عشرة من الشحن الجوي التابع للخطوط السعودية التي تحمل على متنها مواد غذائية وخياما وبطاطين، حيث استقبلها مندوبا وزارة المالية سعد العتيبي وخالد الشرهان ومندوب الهلال الأحمر السعودي، بعد أن تم التنسق مع الحكومة الباكستانية لإيصالها إلى المتضررين من الزلزال، وقد لاقت صدى طيبا لدى الحكومة والشعب الباكستاني الشقيق.الجدير ذكره أن الجسر الجوي الذي وجه به خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز يصل بشكل يومي ما بين رحلتين إلى ثلاث، بالإضافة إلى الجسر الجوي من طائرات القوات الجوية السعودية وذلك لمد يد العون إلى أشقائنا في باكستان.ومن جهة أخرى عقد سفير خادم الحرمين الشريفين بجمهورية باكستان الإسلامية الأستاذ علي بن عواض العسيري عصر أمس مؤتمراً صحفياً بمنزله في إسلام أباد وبحضور رئيس الفريق الطبي السعودي الدكتور موفق البيوك ومندوبي وزارة المالية وعدد كبير من الإعلاميين، بدأه بكلمة ترحيبية بالحضور ثم بين العسيري بأننا نجتمع في وقت عصيب للشعب الباكستاني والذي يُعد عصيباً على شعب المملكة العربية السعودية أيضاً، موضحاً بأننا نعد شعب واحد تربطنا معا أواصر قوية وخالدة تتجاوز الحدود وأواصر دينية وإيمان واحد، مشيراً بأنه علينا جميعاً في مثل هذه الأوقات مواساة بعضنا البعض ومشاطرة آلامنا ومعاناتنا للخروج من محنتنا، مؤكداً العسيري بأن الألم الذي أحس به الشعب الباكستاني من جراء الزلزال هو الإحساس نفسه الذي انتاب شعب المملكة العربية السعودية عابرا كل هذه المسافات، الأمر الذي معه دفع بقيادة المملكة وشعبها إلى اتخاذ إجراءات فورية لمحاولة التخفيف عن آثار هذه النكبة على أشقائنا في باكستان وذلك بشكل إرسال مواد إغاثية عاجلة وتقديم الرعاية الصحية والوقوف جنباً إلى جنب مع إخوانهم وأخواتهم في باكستان تعبيرا عن الوحدة والتضامن بين الشعبين، وأضاف العسيري أنه عندما ضرب الزلزال المأساوي الأراضي الباكستانية أصدر خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز (حفظه الله) على الفور توجيهاته الكريمة بمد جسر جوي بين المملكة وباكستان لنقل كافة مواد الإغاثة الممكنة التي يحتاج إليها المتضررون من الكارثة، ثم اتصل خادم الحرمين الشريفين بفخامة الرئيس الباكستاني الجنرال برويز مشرف لتقديم العزاء لأسر الضحايا والإعراب عن تضامن المملكة مع باكستان، منوها بإعلان الملك عبدالله بن عبدالعزيز بتبرع 133 مليون دولار وحث شعب المملكة العربية السعودية للمساهمة بسخاء في جهود الإغاثة، والتي ستبدأ من مساء اليوم السبت بشكل مكثف عبر التلفزيون السعودي بناء على توجيهات خادم الحرمين الشريفين لجمع التبرعات للمتضررين من الزلزال في باكستان الذين سيسهمون بمشيئة الله تعالى من رفع معانات إخوانهم وأخواتهم من الشعب الباكستاني، وأضاف العسيري بأن حكومة خادم الحرمين الشريفين قد جهزت مستشفى ميداني بأحدث المعدات الطبية في مدينة مانسهيرا لتوفير الرعاية الصحية والذي يرافقه أطباء وفنيون مؤهلون إلى جانب سيارات إسعاف وهو يعمل على مدار الساعة لتقديم العناية الطبية الميدانية. وأشار العسيري إلى خطبة إمام الحرم المكي الشريف يوم 14 أكتوبر بدعوته للشعب السعودي وحثهم على أن ينضموا جهود جمع التبرعات للشعب الباكستاني والتي سيكون لها الأثر الأكبر خصوصاً وأنها آتية من جوار الكعبة المشرفة. وأوضح العسيري بأن سفارة المملكة في إسلام أباد تتلقى العديد من المكالمات الهاتفية من كافة أرجاء مناطق ومدن المملكة يستفسرون عن كيفية وشكل المساعدات التي يرغبون تقديمها للمتضررين في باكستان. ثم بيّن العسيري بزيارته للمستشفى المركزي في راولبندي يوم الاثنين الماضي وكذلك مستشفى الشفاء مساء أمس لزيارة المرضى والمصابين والتي نقل خلالها الدعوات والتمنيات الصادقة من قيادة وشعب المملكة بالشفاء وأن يتجاوزوا محنتهم على خير.
بعدها طرح الإعلاميون بعض الأسئلة حول المستشفى الميداني وإمكانياته فأجاب د. موفق البيوك رئيس البعثة الطبية السعودية بأن المستشفى مجهز بمستلزمات طبية متقدمة في علاج الكسور وكذلك غرفة عمليات وتخدير للتدخل الجراحي بالإضافة إلى وحدة عناية مركزة وعيادات كشف وغرفة للملاحظة الطبية وصيدلية ومختبر وأشعة و سيارات إسعاف لنقل المصابين وإيصالهم للمستشفى لتلقي العلاج، مشيرا إلى أن المستشفى يستقبل المرضى ومن أهم الحالات التي استقبلها المستشفى كانت لرجل مسن يعاني من صدمة بالجهاز الدوري الدموي ناتجة عن التهاب بكتيري حاد حيث تم نقله ميدانيا وعلاجه ومن ثم تم نقله للمستشفى الرئيسي لتكملة علاجه. بعدها قام السفير علي العسيري بدعوة جميع الحضور لتناول وجبة الإفطار المعدة لهم في منزله وفي جو أسري حميم.