في مثل هذا اليوم من عام 1918 أعلنت الدولة العثمانية استسلامها في الحرب العالمية الأولى وهي الخطوة التي شكلت المسمار الأخير في نعش الدول العثمانية التي عاشت نحو خمسة قرون تحولت خلالها إلى أقوى إمبراطورية في الشرق والغرب وامتد نفوذها حتى أسوار فيينا في أوروبا وسيطرة على العالم العربي كله وعلى آسيا الوسطى. عندما اشتعلت الحرب العالمية الأولى سنة 1914 انضمت حكومة الاتحاد والترقي التي كانت تسيطر على الأمور في تركيا في ظل حكم السلطان رشاد الملقب باسم محمد الخامس إلى جانب ألمانيا، وكان دخول تركيا الحرب إلى جانب ألمانيا خطأ استراتيجيا لا يغتفر وعجل بنهاية تلك الدولة. فلم تكن تركيا طرفا في الصراع الأوروبي الأوروبي. ولم تكن قادرة على خوض حرب عالمية وكانت النتيجة تمزق الجيش التركي على جميع الحدود والجبهات نتيجة للقيادة الفاشلة والعميلة، وانتهت الحرب سنة 1918بهزيمة ألمانيا وتركيا، وتحطُّم دولة الخلافة وتمزق أوصالها، حيث استولى الإنجليز على قلاع الدرنديل، واحتلت الجيوش الفرنسية والإنجليزية مدينة استانبول، واحتلت اليونان أزمير بعد كانت اليونان وعلى مدى قرون عدة ولاية عثمانية ووقعت هدنة (مدروز) التي نصت على استسلام الدولة العثمانية دون قيد أو شرط، وبدأت القوات العثمانية تلقي سلاحها، واستعد الحلفاء لاحتلال الأستانة وغيرها من المدن التركية. وفتحت الهزيمة في الحرب الباب أمام مصطفى كمال أتاتورك لكي يصعد بسرعة الصاروخ إلى سدة السلطة في تركيا وهو الصعود الذي انتهى بإعلانه إلغاء الخلافة الإسلامية في تركيا تماما وإقامة دولة علمانية تسير على خطى الغرب الأوروبي.
|