في مثل هذا اليوم من عام 1999 تحرك الجيش الباكستاني لمنع اجتماع مجلسي النواب والشيوخ في إسلام أباد بعد أيام قليلة من إعلان الجنرال برويز مشرف رئيس أركان الجيش في ذلك الوقت القيام بانقلاب عسكري أطاح بحكومة رئيس الوزراء المنتخب نواز شريف. وأغلق الجيش أمس مبنى البرلمان في العاصمة إسلام أباد?،? بعد إخلائه من موظفيه للحيلولة دون انعقاد جلستين لمجلسي النواب والشيوخ?،? دعت إليهما الحكومة المخلوعة بزعامة نواز شريف?. وفي الوقت الذي شن فيه الإعلام الرسمي هجوماً حاداً على شريف متهماً إياه بتدبير مؤامرة ضد الجيش? أعلن متحدث عسكري أنه تم نقل رئيس الوزراء المخلوع إلى جهة غير معلومة ليست بعيدة عن العاصمة?. وبعد أيام قليلة من الإطاحة بحكومة شريف قرر المجلس العسكري برئاسة برويز مشرف الذي نصب نفسه حاكماً عسكرياً للبلاد حلّ البرلمان بمجلسيه وإلغاء الحياة النيابية في البلاد بدعوى إعادة بناء نظام سياسي جديد خال من الفساد الذي أصاب النظام القائم. ورغم ما تردد من ضغوط غربية على الجنرال مشرف ورفاقه من أجل إعادة الديموقراطية إلى باكستان فإن الإشارات الأولى من مشرف تجاه واشنطن والغرب عموماً جعلت تلك الدول تغض الطرف عن الديموقراطية وتتجاهل حقيقة أن النظام العسكري جاء على أنقاض حكومة منتخبة بشكل ديموقراطي. وما زال الجنرال برويز مشرف يحكم باكستان حكماً عسكرياً حيث يجمع بين قيادة الجيش ورئاسة الجمهورية، ورغم ذلك تعتبره واشنطن أحد أهم حلفائها في المنطقة.
|