كتب الدكتور عبدالرحمن العشماوي يوم السبت الموافق 27-8-1426هـ مقالاً في زاويته دفق قلم بعنوان (هيئة الأمر بالمعروف (رواية حانق))، ولن أثني على الكاتب في طرقه للموضوع بتلك الرواية بأسلوب أدبي رائع مميز فهو غني عن ذلك، ولكن أجدها فرصة للمشاركة مع الدكتور في ذلك المقال فأقدم (13) مقترحاً لتفعيل دور هيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في تحقيق الحماية لسفينة المجتمع من الغرق، وهي: أولاً: أن ترتبط مراكز هيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المكر ورجالاتها بالمجتمع وأفراده ومؤسساته، فإذا ترابطنا تحققت الأهداف السامية للهيئات وتحققت الحماية للمجتمع وأفراده. وأشير إلى بعض الوسائل التي يمكن أن تزيد من هذا الترابط: 1- أن يحرص رجال الهيئة على حضور المناسبات الرسمية في المجتمع كمناسبات الافتتاح والتكريم والختام، والمناسبات الاجتماعية كمناسبات الزواج والأفراح والأحزان. 2- أن تشارك مراكز هيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الدوائر الحكومية والأهلية في المناسبات والأسابيع السنوية الرسمية في المجتمع، مثل: أسبوع مكافحة التدخين، وأسبوع المرور وغيرهما من المناسبات والأسابيع. 3- أن يتبادل رجال الهيئة وأفراد المجتمع الزيارات الرسمية وغير الرسمية، فيزور رجال الهيئة أفراد المجتمع في بيوتهم كما يزور أفراد المجتمع رجال الهيئة في بيوتهم أو في مقر عملهم. ثانياً: أن يتصل رجال الهيئة بخطباء الجوامع وينقلوا لهم صورة واضحة للأدوار التي تقوم بها مراكز الهيئات ورجالها والقضايا والمنكرات التي تكثر في المجتمع، كي يشارك أولئك الخطباء في المعالجة لتلك القضايا من خلال منابر الجمعة. ثالثا: أن يتصل رجال هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر برؤساء الدوائر الحكومية وأعيان البلد، ويتبادلوا معهم الأحاديث عن أوضاع المجتمع وما يعانونه من مشكلات، وكيفية إسهامهم مع رجال الهيئة في القيام بواجبهم. رابعاً: أن يكون لهيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مشاركة في تقديم بعض الهدايا مثل: التقاويم الهجرية، التقويم الدراسي، الجدول الدراسي.. إلخ، ويكتب عليها مثلاً: أهمية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، أهداف الهيئات، أرقام هواتف مراكز الهيئات.. إلخ. خامساً: أن يعمل رجال الهيئة على تشجيع وإظهار ونشر المعروف والجوانب الإيجابية في المجتمع وأفراده، وذلك لتشجيع المحسن ليزداد في إحسانه، وحفز همة المقصر إلى الأفضل والمخطئ إلى الإقلاع. سادساً: أن يشارك الوجهاء والأعيان والشخصيات البارزة في المجتمع رجال الهيئة في أداء رسالتهم العظيمة، لأن القيام بهذه المسؤولية شرف للجميع {كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ}. سابعاً: أن تستخدم هيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ورجالها وسائل الاتصال والتقنيات الحديثة في توعية أفراد المجتمع وتعزيز المعروف وتقليل المنكر، مثل: استخدام الإنترنت، واستخدام رسائل الجوال، والقنوات الفضائية، وتفعيل استخدام الوسائل الإعلامية الأخرى المسموعة والمقروءة. ثامناً: أن تستقطب الرئاسة العامة لهيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أصحاب المؤهلات والكفاءات العلمية وذوي المكانة الاجتماعية في مجتمعاتهم للعمل في مراكز الهيئات أو التعاون معها في سبيل تدعيم ورفع مستوى الأداء لهذه الشعيرة. تاسعاً: أن يستثمر رجال الهيئة دخول أحد أفراد المجتمع - لا قدر الله - إلى مركز الهيئة بسبب ذنب ارتكبه هذا الموقف في إصلاح ذلك الفرد وعدم الاكتفاء بالتعهد أو التحويل إلى مراكز الشرطة ومتابعة تلك الجهود الدعوية والتربوية. عاشراً: أن يحرص رجال هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر على الالتحاق بالدورات التدريبية المختلفة، وخصوصاً تلك الدورات التي تخدمهم في مجال العمل، وذلك لتزويد عضو الهيئة بالعلم والمعلومات والمهارات اللازمة له في القيام بعمله. الحادي عشر: رجال هيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بشر يصيبون ويخطئون، والمجتمع ينظر إليهم كالثوب الأبيض وأي نقطة سوداء تقع عليه تكون واضحة وبارزة للعيان، فحري برجل الهيئة أن يحرص على أن يبقي ذلك الثوب أبيض بل ناصع البياض، حتى لا يجد عليه الحاقدون والشانئون أي مدخل {ولاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا}. الثاني عشر: أن يعمل أفراد المجتمع جميعاً على حفظ مكانة وهيبة هيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ورجالها المخلصين العاملين ليلاً ونهاراً، وذلك بإعلان الحاجة الدائمة والماسة لهذا الكيان، والذب عن أعراض رجاله والرد على من يحاولون الاصطياد في المياه العكرة للوصول إلى مآربهم الخبيثة في تشويه صورة هذا الكيان وإبعاده عن المجتمع. الثالث عشر: أن تحرص أيها المواطن على التعاون الدائم مع هيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ورجالاتها، وذلك بالابتعاد عن المعاصي والمنكرات عموماً والعلنية والظاهرة منها على وجه الخصوص، وأن تقدم النصح وكل ما تستطيع بذله في سبيل نجاحهم في أداء واجبهم. أخيراً: يا رجال هيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أنتم من حماة السفينة - بعد الله - من الغرق في مستنقعات الذنوب والمعاصي والمنكرات ثم الغرق في العقوبات الإلهية، فإذا مللتم وضاقت نفوسكم وتكدرت خواطركم ثم تقاعستم وابتعدتم غرقتم وغرقنا جميعاً فأنتم منا ونحن منكم.
حمد بن عبدالله القميزي الخرج |