إنفلونزا الطيور يطرق أبوابنا

تشير نتائج إحدى الدراسات الإعلامية المهمة إلى أن ذاكرة جمهور وسائل الإعلام ضعيفة للغاية، ولذلك فإن أي خبر مهما كان مهماً وخطيراً، فإنه ينسى إن لم تتابع وسائل الإعلام تغطيته وتذكر بتطوراته.
ويمكن تطبيق هذه النتائج على ما يتعلق بأخبار تفشي إنفلونزا الطيور القاتل.
فلقد سبق أن أعلنت شبكات الأخبار عن تصريح مفزع لمنظمة الصحة العالمية مفاده أن إنفلونزا الطيور قد يتحور ويصبح قادراً على التنقل من إنسان لآخر مهدداً بذلك حياة 150 مليون شخص. وقد أصاب ذلك الخبر حالة من الهلع بين متابعي الأخبار.
وعلى الرغم من الخوف الشديد الذي أصاب عدداً غير قليل من الناس، فإنه يبدو أن هذا الخوف قد تبدد مع الوقت، وكأن الخطر قد زال مع زوال أخباره من العناوين الرئيسة لشبكات الأخبار والصحف.
بيد أن وسائل الإعلام عادت بالتذكير بهذا الموضوع المهم جداً بالإعلام عن أنه قد تم رصد النوع القاتل من فيروس إنفلونزا الطيور في تركيا المجاورة، مذكرة بأن هذا المرض قد يتحول إلى وباء عالمي حاصد للأرواح بعد أن أودى هذا النوع الخطير من الفيروس بحياة ستين شخصاً في آسيا منذ نهاية 2003م.
وقد تم اكتشاف حالات مرضية في إيطاليا ورومانيا، وهو ما يعني أن المرض أخذ يتوسع جغرافياً، ويتحرر من الطوق الآسيوي.
وإن كانت وسائل الإعلام تقوم بدورها في نشر أخبار هذا المرض في خضم حوادث كثيرة مليئة بالكوارث، فإن دور الحكومات في مختلف دول العالم - بما فيها الدول العربية - يصبح مهماً في نشر الوعي حول هذا المرض، والبحث عن وسائل صحية للوقاية منه.
فبحسب خبراء الصحة فإنه لا يمكن علاج الأمراض الناتجة عن الفيروسات إلا بالوقاية منها عن طريق اكتشاف وصرف أمصال ضدها.
وكون المرض لم يصل إلى المنطقة العربية بعد، فإنه لا يعني أن منطقتنا محمية منه، ولا سيما أن تركيا دولة مجاورة للمنطقة العربية، وهجرة الأتراك إلى بلادنا ولا سيما دول الخليج لا تنقطع على مدار العام.
وإن كانت ذاكرة جمهور وسائل الإعلام ضعيفة فإن ذاكرة الحكومات يجب أن تكون نشطة لتمنع الكارثة المحتملة التي تهدد البشرية على اختلاف ألوانها وأعمارها من أن تندلع، وعندها يكون اكتشاف مصل له - إن اكتشف - قد جاء متأخراً جداً بعدما حصد المرض أرواحاً قد تكون بالملايين.