Friday 14th October,200512069العددالجمعة 11 ,رمضان 1426

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في "أفاق اسلامية"

في حوار عن الاحتساب.. الحميد لـ(الرسالة):في حوار عن الاحتساب.. الحميد لـ(الرسالة):
بعض القنوات كانت سبباً في انتهاك الأعراض

* حوار: محمد بن إبراهيم السبر *
أوضح الشيخ فهد بن عبد الرحمن الحميد إمام مسجد عمر بن عبد العزيز في الرياض وصاحب النشاط المشكور في مجالات الدعوة إلى الله، أن رمضان هو شهر الاحتساب على النفس وعلى الآخرين بأمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر. وحذر فضيلته في حواره الخاص مع (الرسالة) من مغبة الانشغال في رمضان بأشياء تنافي مقاصد الصوم وتخطف روحانيته أو تهدم ما بناه الصائم في نهاره كالعكوف على مشاهدة بعض القنوات ومواقع الإنترنت الفاسدة وغيرها من وسائل الفساد الأخرى المرئية والمسموعة والمقروءة التي أضرمت نيرانها وانبعث دخانها وتطاير شررها وعظم خطرها وأصبحت تهدد المجتمع وتقوض أركانه. كما تطرقنا مع فضيلته إلى استقبال رمضان، والتربية في رمضان، وبعض المظاهر التي تقع في رمضان، ودورنا تجاهها.. فإلى الحوار
شهر التريبة
* ما أعظم ما يتربى عليه المسلم في رمضان؟
- إن من أعظم ما يتربى عليه المسلم في هذا الشهر الكريم التقوى والصبر، وخوفه في السر والعلانية ومراقبته ربه في خلواته، وتأمل معي قول الله: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}. إن رمضان هو شهر الاحتساب؛ احتساب على النفس واحتساب على الآخرين بأمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر، ومن أجلّ ما يتربى عليه المسلم في رمضان الصبر بأنواعه الثلاثة: الصبر على طاعة الله والصبر على أقدار الله المؤلمة والصبر عن معصية الله؛ فهو يصبر على ترك المطعومات ويصبر على الصيام والقيام ويصبر عن معصية الله فلا يصخب ولا يجهل؛ فرمضان يربي المسلم على فضيلة الصبر والمصابرة.. أليس الله قد قال في الحديث القدسي: (كل عمل ابن آدم يضاعف؛ الحسنة بعشرة أمثالها إلى سبعمائة ضعف، قال الله تعالى: إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به؛ يدع شهوته وطعامه من أجلي).
خاطف الروحانية
* رمضان شهر العبادة والطاعة والذكر والقرآن لكن أصبح رمضان فرصة لمشاهدة بعض القنوات وتصفح المجلات ومواقع الإنترنت الفاسدة؛ فما الرسالة التي توجهونها إلى هؤلاء؟
- إن موضوع الانشغال في رمضان بأشياء تنافي مقاصد الصوم وتخطف روحانيته أو تهدم ما بناه الصائم في نهاره موضوع خطير ومنه العكوف على مشاهدة القنوات الفضائية ومواقع الإنترنت الفاسدة وغيرها من وسائل الفساد الأخرى المرئية والمسموعة والمقروءة التي أضرمت نيرانها وانبعث دخانها وتطاير شررها وعظم خطرها، وأصبحت تهدد المجتمع وتقوض أركانه، فكم من شهوة سعرتها ولذة نغصتها ورذيلة روجتها وفاحشة أشاعتها وفضيلة هدمتها وأسرة دمرتها. إن هذه الوسائل على اختلاف أنواعها وتعدد مصادرها من الصور الفاتنة والدعوة إلى الفتنة والفجور وتدمير الأخلاق ونشر الفاحشة فيها، ما الله به عليم!!
لقد توعد الله الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في المؤمنين بالعذاب في الدنيا والآخرة فكيف يكون عذاب من يعمل ذلك عن طريق قناة استخدام البلوتوث أو مشاهد داعرة {إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ}. لقد كان حذيفة بن اليمان - رضي الله عنه - يقول: كان الناس يسألون عن الخير وكنت أسأله عن الشر مخافة أن أقع فيه، فسأل الرسول - صلى الله عليه وسلم -: هل بعد هذا الخير من شر؟ قال: نعم، ثم قال: في آخر الحديث (دعاة على أبواب جهنم من أجابهم قذفوه فيها، فقال: صفهم لنا، قال: هم من أبناء جلدتكم ويتكلمون بألسنتكم)؛ فهل تريد بنشرك وترويجك وسائل الفتنة أن تكون داعياً إلى جهنم عياذاً بالله؟!
أخي الغالي.. تذكر يوم تحمل وزرك وإثمك ووزر كل من كنت سبباً في فتنته، فهل استشعرت - أخي - عظم الذنب وفداحة الخطيئة؛ فاعزم على التوبة بعد المعصية والإنابة بعد الغواية؛ قال تعالى: {إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا)}
دور الآباء
* فضيلة الشيخ.. ما دور الآباء تجاه ما ذكرتم؟
- لقد أمر الله الآباء بوقاية أنفسهم وأهليهم من النار؛ {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ} وتوعد بالحرمان من الجنة من غش أهله وأي غش أعظم من شراء هذه الوسائل وبثها بين أولادهم؟ يقول نبيك - صلى الله عليه وسلم -: (ما من عبد يسترعيه الله رعية يموت يوم يموت، وهو غاش لرعيته إلا حرم الله عليه الجنة)؛ فعلى الآباء والأولياء الحذر؛ فكم كانت هذه سبباً في انتهاك بعض الناس أعراضاً غلظ الله حرمتها. لقد كنا في السابق نادراً ما نسمع عن حادثة اغتصاب أو اختطاف أو حدوث جرائم أخلاقية أو اجتماعية أما الآن وبعد انتشار هذه الوسائل الفاسدة من المجلات والأطباق الهوائية والقصص الغرامية وغيرها فقد اتسع الخرق على الراقع فلم يعد غريبا حصول مثل هذه القبائح وسماعك بمثل هذه الحوادث مرات ومرات وما خفي كان أعظم!
المعاكسات
* بعض الشباب ابتلوا ببعض التصرفات ومنها قضاء ليالي رمضان في المعاكسات فما الرسالة التي توجهونها إلى المعاكسين؟
- إن الفتاة التي تعاكسها هي من أفراد مجتمعك ويعني ذلك أنك تسهم في إفسادها، إرضاء لشهوتك وكان من المفترض - وأنت ابن الإسلام - أن تسهم في إصلاحها، فهل ترضى لمجتمعك وفتياته الفساد؟
إن الفتاة التي تعاكسها تسعى إلى أن تفعل بها الفاحشة، أو أنك قد فعلت، إنما هي في المستقبل إن لم تكن زوجة لك فهي زوجة لقريبك أو لأحد من المسلمين، وكذلك الفتاة التي عاكسها غيرك وأسهم في إفسادها قد يبتليك الله بها عقوبة لك في الدنيا؛ قال تعالى: (الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ)، وأما سمعت عن القول المأثور (الجزاء من جنس العمل)، فهل أنت مستعد لأن تبتلى في عرضك الآن أو حتى بعد حين، مقابل التنفيس عن شهواتك؟
قد تقول: أتوب قبل أن أتزوج أو أرزق بنتاً! فأسألك: هل تضمن أن الله يقبل توبتك ولا يبتليك؟ قال تعالى: {وَجَزَاء سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِّثْلُهَا} (سورة الشورى - الآية 40)، وأعلم أن الذئاب كثيرة ولك أم أو أخت وزوجة وبنت وابنة عم وابنة خال.. فاحذر وانتبه! إن كنت ذكياً وحاذقاً واستطعت بذكائك التلاعب بأعراض المسلمين دون أن يكتشف أمرك، فما هو موقفك من قوله تعالى: {وَلاَ تَحْسَبَنَّ اللّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأَبْصَارُ} (سورة إبراهيم) فهل تظن أن ستر الله عليك في هذا العمل كرامة؟ لا بل قد يكون استدراجا لك لتموت على هذا العمل وتلاقي الله به (إن الله ليملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته) رواه البخاري.
إن نهاية طريق حياتك الموت {ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ} (سورة البقرة: آية 281) فهل تستطيع أن تشذ على الخلق وتغير هذا الطريق؟!
إذاً لماذا لا تستعد للموت وما بعده والقبر وظلمته والصراط وزلته؟! واعلم أنك تموت وحدك، وتبعث وحدك، وتحاسب وحدك، أما علمت عقوبة الزنا والعلاقات المحرمة؛ روى البخاري في صحيحه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: (إنه أتاني الليلة آتيان، وإنهما قالا لي انطلق - وذكر الحديث حتى قال: فأتينا على مثل التنور فإذا فيه لغط وأصوات فاطلعنا فيه، فإذا فيه رجال ونساء عراة وإذا هم يأتيهم لهب من أسفل منهم، فإذا أتاهم ذلك اللهب ضوضوا) فلما سأل عنهم الملائكة، قالوا: (وأما الرجال والنساء العراة الذين هم في مثل بناء التنور فإنهم الزناة والزواني) فهل تود أيها الشاب أن تكون منهم؟
ونتمنى ألا تكون ممن قال الله فيهم {وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالإِثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ} (سورة البقرة: 206) ولكن عد إلى الله، واعلم أن التوبة تجب ما قبلها، واسع إلى التوبة النصوح قبل أن توسد في قبرك وتحصى عليك أعمالك، قال تعالى: {فَمَن تَابَ مِن بَعْدِ ظُلْمِهِ وَأَصْلَحَ فَإِنَّ اللّهَ يَتُوبُ عَلَيْهِ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} (سورة المائدة: 39).
بائعو المحرمات
* ما الرسالة التي توجهونها إلى بائعي المحرمات خاصة في هذا الشهر المبارك؟
- أقول لمن كان يأكل الحرام من خلال أكل الربا أو تأجيره أو التلاعب في البيع والشراء: إن من يبيع المحرمات من دخان ومجلات فاسدة، أو بيع ملابس تحوي مخالفات شرعية أو أشرطة غنائية عليه أن يغير من حاله، وأن يبدل من شأنه وأن يدع أكل الحرام من بيع وتأجير وشراء، فإن الله تعالى يحاسب على النقير والقطمير، فحذار من يوم تذهل فيه كل مرضعة عما أرضعت وتضع كل ذات حمل حملها وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد.
هل يسرك أن يرفع أهل الإيمان أيديهم في صلاة التراويح وفي السحر وعند الإفطار يدعون الله، ويسألونه من فضله، ويستجاب لهم وأنت ترد عليك دعواتك؟! فعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (يا أيها الناس إن الله طيب لا يقبل إلا طيباً وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين فقال:{ يا أيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحا إني بما تعملون عليم)} {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُلُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ...} ثم ذكر الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء، يا رب.. يا رب ومطعمه حرام ومشربه حرام وملبسه حرام وغذي بالحرام فأنى يستجاب له) رواه مسلم.
وتذكر أنه لن ينفعك أن الناس فعلوا، أو أنهم يريدون ذلك فكل واحد منا سيقف بين يدي الواحد القهار فمن سيقف معك في ذلك الموقف العصيب؟! علينا أن نتساءل: هل أسدى الواحد منا نصيحة لذلك العضو الفاسد من جسد الأمة الذي سول له الشيطان، مثلا فافتتح محلا لبيع ما حرم الله؟ هل بين الواحد منا لأولئك أن عملهم حرام وهو إعانة على الإثم والعدوان؟ هل بين لهم أنه أيما عبد نبت لحمه من سحت فالنار أولى به؟ وهل بين لهم أنه يطعم أولاده من الحرام؟ وهل بين له أن كسبه خبيث لا يبارك الله له فيه؟ إن البعض لم يطرق باب النصيحة التي جاء الأمر بها بل يقول: إني أخشى عدم استجابتهم فيبدأ يلوك ويتكلم في أعراض أولئك الناس وهو لم يناصحهم فيقال له: ما عليك إلا النصيحة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وهداية القلوب بيد علام الغيوب وإذا علم الله صدق النية أعان ولو لم يكن من النصيحة إلا إقامة الحجة ليهلك من هلك عن بينة ويحيا من حيا عن بينة قال تعالى: {وَإِذ قَالَتْ أُمَّةٌ مِّنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْمًا اللّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا قَالُواْ مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ}، وقال تعالى: {أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ} فما أطيب عيش الآمرين، وما أعظم فوز الصالحين، وما أهدى الطائعين، وما أعظم مصيبة المفرطين، وما أمرّ عيش العاصين، وما أشد ندامة الفاسقين، وما أسعد حظ القانتين، وما أعظم جزاء الدعاة المخلصين!
امرأة رمضانية
* ما الرسالة التي توجهونها إلى المرأة المسلمة؟
- يا أمة الله.. اقرئي وتأملي ثم اعلمي واعملي؛ فعن عطاء بن أبي رباح قال: قال لي ابن عباس - رضي الله عنهما -: ألا أريك امرأة من أهل الجنة؟ قلت: بلى، قال: هذه المرأة السوداء، أتت النبي - صلى الله عليه وسلم - فقالت: إني أصرع وإني أتكشف فادع الله لي.. قال: (إن شئت صبرت ولك الجنة، وإن شئت دعوت الله أن يعافيك) فقالت: أصبر، فقالت: إني أتكشف، فادع الله لي أن لا أتكشف فدعا لها) رواه البخاري ومسلم، فيا سبحان الله، امرأة سوداء تحملت الصرع وآلامه ولم ترض أن تتكشف وهي معذورة شرعاً؟! فما بال نسائنا أغرقن بالتبرج والسفور بل سعين إليه زرافات ووحدانا بعد أن جلب عليهن الشيطان الرجيم بخيله ورجله.. فيا أيتها المسلمة أنقذي نفسك فإن متاع الدنيا قليل والآخرة خير لمن اتقى فلا تغتري بمالك ولا جمالك فإن ذلك لا يغني عنك من الله شيئا!
وإني أذكرت بأن النبي - صلى الله عليه وسلم - عرضت عليه النار ورأى أكثر أهلها النساء، واعلمي أنك أعجز من أن تطيقي عذاب النار واستجيبي لمنادي الحق واعلمي أن من ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه وأن الآخرة هي مسعانا وإن طالت الآمال في الدنيا.. فماذا تريدين يا أخية من هذه الألبسة (بنطال.. لثام.. عباءة مخصرة أو على الأكتاف) التي تشترينها بالمئات وأنت ستوضعين في القبر في كفن من أرخص الأقمشة؟ فهل تنفعك هذه الألبسة في ظلمة القبر؟! ما السعادة؟ هل السعادة في المال، المنصب، الجمال؟ كثير من الناس بحث عن السعادة في القنوات والمسلسلات وصفحات الإنترنت المشبوهة والمجلات الماجنة والأغنيات والمعاكسات والتبرج والسفور فما وجدوها ولن يجدوها؟ لأن الله - جل وعلا - يقول: {وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا}؛ إذاً أين توجد السعادة؟ اقرئي: (مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً).
إن السعادة الحقيقية في الدنيا والآخرة هي في اتباع أوامر الله ورسوله وطاعتهما دون اعتراض أو تردد وإياك ومن يصور لك هذا الدين بأوامره وتكاليفه على أنها نوع من تقييد الحرية وحرمان من المتع الدنيوية؛ فهؤلاء لا يريدون لك إلا السعادة المزيفة والمتعة المؤقتة ثم تكون الحسرة في الدنيا والعذاب في الآخرة، حذار يا من ترتدين البنطال واللباس العاري أمام النساء والرجال أو العباءة المخصرة وعلى الأكتاف أو تخرجين متعطرة، فتفتنين الرجال، من هذا الوعيد الشديد الذي يحدثنا عنه أنصح الخلق للخلق، فعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (صنفان من أهل النار لم أرهما، قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس، ونساء كاسيات عاريات مميلات مائلات رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة، لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها، وإن رحيها ليوجد من مسيرة كذا وكذا) رواه مسلم، أما تلك التي تستعطر حين تخرج لتلاحقها الأنظار، فويل لها من هذا الوعيد، فعن أبي موسى الأشعري - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (أيما امرأة استعطرت فمرت على قوم ليجدوا من ريحها فهي زانية) رواه أحمد. كم ستعيشين؟ سلي نفسك هذه الأسئلة وأجيبي جواب العاقلة المتزنة. هل تعلمين أنك ستسافرين سفراً طويلاً بلا رجعة؟ هل أعددت العدة لهذا السفر؟ هل تزودت من هذه الدنيا الفانية بالأعمال الصالحة لتؤنس وحشتك في القبر؟ كم عمرك؟ وكم ستعيشين؟ ألا تعلمين أن لكل بداية نهاية وأن النهاية جنة أو نار؟

* إدارة العلاقات العامة والإعلام في الرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved