نبض المداد
إلا اللحية
أحمد بن محمد الجردان

عنوان هذا المقال ومضمونه ليس تقديساً لصورة الملتحي، كما أنه ليس تسليماً مني بطُهر كل ملتحٍ ونقائه وأمانته!!.. وإنما أطالب فيه بالتوازن والحيادية في طرح مسألة اللحية، ويأتي معها الثوب القصير، من خلال الأعمال الفنية وبالذات السعودية.. وأضع عبارة (وبالذات السعودية) بين قوسين؛ لأن كل ما هو سعودي (عليه الشرهه) كما يقال إذا خرج بصورة خاطئة نالت من الثوابت والمسلمات لدينا نحن المسلمين، غير أن العمل الذي قدمه لنا ممثلو (طاش ما طاش) من خلال حلقة (وش هو من لحية؟!!) أراه في الواقع عملا فنيا عُرض وهو معاق، قد مال إلى شق دون آخر، فجاءت مشيته عرجاء بين عرجها، وكذلك جاءت عيناه إحداهن عوراء بين عورها!!!.. ولو أنهم سعوا في لقطة لا تتجاوز الدقيقة بل ربما أقل إلى استخدام العكاز لتصحيح تلك المشية والى استخدام النظارة السوداء لتغطية تلك العين البيّن عورها!!!!.. فأي طرح متوازن قدمه لنا (طاش ما طاش) عن اللحية في عرض استمر ربما ثلاثين دقيقة كلها سُخّرت لترسيخ صورة الملتحي النصاب مقابل دقيقة واحدة، ربما تنقص، جاءت لملتحٍ صادق ناصح!!!.
وثمة أسئلة منها: أين المصداقية والحيادية؟؟!!.. (طاش ما طاش) لِمَ طاش عن الحيادية في موضوع اللحية في وقت لم يطش فيه حين قدم الطرح المتوازن والمحايد على سبيل المثال في حلقة (عيد وسعيد) وفي حلقة (السياحة) التي عُرضتا في الأعوام السابقة عندما عُرض فيهما وبتوازن صورة أخطاء في التعامل مع المفحطين، وكذلك أخطاء في التعامل مع السياح تلتهما الصورة الموازية التي توضح للمشاهد الصورة المثالية مع السائح والمفحط؟؟!!.
عندما أقول إلا اللحية لا أقصد كما ذكرت في البداية تقديس أهل اللحى؛ فهم بشر يعتريهم ما يعتريهم من النقص، لكنني أقصد بذلك وجوب طرح موضوع اللحية والثوب القصير وكل ما له صلة بذلك بصورة محايدة ومصداقية متناهية جدا، وهو ما لم يوفق اليه في الحقيقة (طاش ما طاش) في حلقته تلك، فلا يختلف اثنان أن نسبة الملتحين الذين يكذبون على الناس ويسرقون أموالهم إلى اجمالي عدد الملتحين عموما في المجتمع لا تصل ابدا إلى نسبة المدة التي عرضتها تلك الحلقة عن الملتحي الكذاب وزمرته الى اجمالي مدة الحلقة، والأمر كذلك بالنسبة لصورة الملتحي الناصح، فالمدة التي ظهر فيها الملتحي الصالح الناصح خلال الحلقة لا توازي نسبة وجود الملتحين الصالحين الناصحين في المجتمع!!!.
ولا شك أن مثل هذا الطرح غير المتوازن ضرره أكبر من نفعه.. ولو أعيد النظر فيه قبل طرحه فطرح بصورة متوازية متأنية لظهر بصورة أفضل.أتمنى ل (طاش ما طاش) طرحا متميزا ومتوازنا بنّاء.. ولا شك أن بطلي (طاش ما طاش) الأخ العزيز عبدالله السدحان والأخ العزيز ناصر القصبي أشد مني حرصا، لكن مقالي هذا جاء مشاركة لهما في السعي للرقي بكل عطاء إلى الأفضل.