تأمل أخي هذه القصة التي حدثت في عهد النبي - صلى الله عليه وسلم- حيث وجد خطراً على أزواج الحبيب من السائق الغريب لأن السائق كان يسوق بأزواج النبي -صلى الله عليه وسلم- وكان يحدو بقوة حتى خشي النبي -صلى الله عليه وسلم- على أزواجه من السقوط فقال له يا انجشه رفقاً بالقوارير، الغريب أن النبي -صلى الله عليه وسلم- لم يقل لزوجاته بأن يقدن الإبل تجنباً للخطر المحدق بهن وهذا مثل قصة الإفك فإن عائشة رضي الله عنها لم تكن تقد الإبل ولهذا عندما تأخرت في حاجة لها جاء قائد الإبل فأثار الإبل وذهب ولم يعلم بعدم وجود عائشة في الهودج وعندما جاء صفوان وعلم بالمسألة أناخ لها الإبل فركبت ثم قاد هو الإبل ولم يجعلها تقود وأيضاً وعندما ظهرت براءة عائشة لم يسمح النبي -صلى الله عليه وسلم- لزوجاته وللنساء عامة بقيادة الإبل على الرغم من وجود التهاون من السائق الذي نسي عائشة رضي الله عنها وحدثت بسببه القصة ومثله في قصة نزول آية التيمم كما أن أسماء كانت تعاني من حمل الأعلاف لفرس زوجها وهكذا المرأة تلزم بخدمة زوجها فكانت تحمل النوى من المزرعة إلى الفرس ولم تكن تقود الفرس من مكانها إلى المزرعة لكي تأكل فيكون أيسر لها بكثير، وتقوم المرأة بعملها المطلوب لزوجها لكن لأن المستقر لديهم هو منع المرأة من قيادة الدواب لم تفعل ذلك وهذه القصص في الصحيح فأين من يأخذ بالصحيح وأنا هنا لا أذكر حكم قيادة المرأة للسيارة لأنه صدر بها بيان من جهة الاختصاص بتحريمها ولكن أعجب ممن يقول إن المرأة كانت تقود الإبل في زمن المصطفى -صلى الله عليه وسلم- فإذا لم يسمح لهن مع وجود الخطر على الروح أو اتهام للعرض أو مشقة العمل للزوج فمتى كانت تقود الإبل والنبي -صلى الله عليه وسلم- لم يخير بين أمرين إلا اختار الأيسر ما لم يكن اثما فلماذا لم يسمح لهن بالقيادة نعم هي تركب الإبل كما تركب السيارة لكن المسألة في القيادة.
(*) تبوك |