نحن في شهر عظيم لا يعرفه الصحابة إلا بالقيام والصلاة والزكاة والأعمال المباركة الصالحة، فحري بك أخي أن تغتنم هذا الشهر بالأعمال الفاضلة المضاعفة في هذا الشهر. ومن أهم وأوجب هذه الأعمال هي الصدقة فإن الصدقة في هذا الشهر هي من أنفع الأشياء ولا سيما أن يذهب بها الإنسان بنفسه إلى الفقراء هو من تعميق الإيمان بالنفس ويبقى لذلك أثر كبير في نفسه ولا يحقرن الإنسان شيئاً قليلاً كان أو كثيراً لأن الرسول صلى الله عليه وسلم كان أجود الناس في رمضان وفي هذه الصدقة يحمي الإنسان ويقي نفسه من حر النار يوم القيامة. ومن هذه الأعمال المباركة في هذا الشهر العمرة في رمضان لأن الرسول صلى الله عليه وسلم يقول: (عمرة في رمضان كحجة معي). فعلى المسلم أن يبادر إلى بيت الله الحرام خصوصاً أهل هذه الديار لأن الأمور ميسرة وأجر الدنيا زهيد في ذلك ولكن أجرها عند ربي كبير جداً. وعلى الصائم أن يدعو عند فطره لأن الدعاء عند الفطور هو من سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم والدعاء للمسلمين وللوالدين وللأبناء بالرحمة والصحة. والسنن والأعمال الفاضلة في هذا الشهر كثيرة لا تحصى في عجالة ولكن الاستغفار وذكر الله والأذكار كثيرة هي من أجمع الأعمال، والرسول صلى الله عليه وسلم يوصي أن يكون الإنسان دائماً لسانه رطب في ذكر الله لأن هذا الشهر شهر العطايا والنفحات وعليك بالابتعاد عن الشيطان والمعاصي لأن في هذا الشهر تفتح أبواب الجنان وأبواب الرحمة، ولا يتوجب ذلك إلا قوة الإرادة الفاعلة وذلك سواء في الذكر أو الأعمال الصالحة أو ترك المعاصي والشوائب والآفات. وهذا الشهر فرصة عظيمة للإقلاع عن المعاصي ولكن هذا الشهر قُلب فوازير ومسابقات ومسلسلات وألعاب وذلك لإفساد القلوب. وحري بك أخي المسلم أن تجرب نفسك بعد مشاهدة هذه المسلسلات والمسابقات هل تخشع ويخضع قلبك لله بعد المشاهدة أو يكون قاسياً متجبراً، واطلب الله في كل سجود أن يلين قلبك لإحياء جوارحك للقيام بالأعمال الصالحة لأن القلب هو الذي يحرك الإنسان وهو ملك الأعضاء والاعتناء بالقلب والتصفية من الذنوب والخطايا. والله من وراء القصد والهادي إلى سواء السبيل.
(*)بريدة |