الخطوة القادمة.. متى؟!
فهد إبراهيم الجويان

لقد أصبحت الإمارات العربية المتحدة تنافس الدول العظمى في التجارة بسبب تسهيلاتها للتجار، وأصبحت موانئها مكتظة بالبضائع والبواخر العملاقة، وأنشئت مناطق صناعية جعلت المستثمرين يتوافدون عليها من كل أنحاء العالم، وافتتحت المعارض الدولية حتى صار اسمها يسجل في التاريخ، وهيئ الجو المناسب للسياح من طرق سريعة وناطحات سحاب وفنادق فخمة وحدائق وملاعب للجولف وشواطئ نظيفة مصمّمة على أفضل الطرق الهندسية. والإمارات لم يكتمل عمرها الزمني ثلاثين سنة، ومن ينظر إليها الآن وهو لا يعرفها يقول إن عمرها الزمني أكثر من مائتي سنة، والإمارات أصبحت من الدول المصدرة جميع البضائع لدول الخليج والدول العربية، وقام بعض التجار والمستثمرين السعوديين بانتهاز هذه الفرصة بنقل مصانعهم ومكاتبهم إلى جبل علي لتوافر جميع التسهيلات، كما قامت مجموعة كبيرة من التجار السعوديين والإماراتيين بخطوة ليس لها مثيل في العالم بإنشاء شركة مساهمة برأس مال يفوق الخيال، وفتح الاكتتاب لدول الخليج والأجانب في الإمارات والإماراتيين بدرهم واحد فقط للسهم الواحد، وشد السعوديون من غني ومتوسط وفقير رحالهم يبحثون عن المكسب الحلال، وتحولت الإمارات وقت الاكتتاب إلى شيء لا يصدق، فامتلأت الشوارع والمطاعم والفنادق والأسواق والبنوك، وارتفع اقتصاد الإمارات بقوة. ونتمنى للإخوة في الإمارات كل خير.
وبعد هذا الاستعراض أتساءل: لماذا لا تكون هناك خطوة جبارة لتخفيض قيمة الاكتتاب لتكون بسعر رمزي لجميع الشركات، سواء كانت منشأة أم لم تنشأ، ومراقبة الأسهم مراقبة دقيقة؟ وإذا وصلت إلى حدّ معين تجزأ تلقائياً مع تسهيل إجراءات المستثمرين الصغار من قبل وزارتي التجارة والبلدية ووزارة العمل والجوازات، والنظر في رسوم التأشيرات والإقامات حتى تعمّ الفائدة المواطن والوطن الحبيب، فبلدنا مهيأ لتحقيق ما هو أفضل بفضل الله ثم بفضل حكومتنا الرشيدة التي تسعى دوماً إلى إرضاء المواطن.