تركيا تستبعد ضربة أمريكية على سوريا
بوش يحذر دمشق ويمتنع عن التعليق على انتحار كنعان

* واشنطن - (رويترز):
امتنع الرئيس الأمريكي جورج بوش عن التعليق على انتحار وزير الداخلية السوري الذي خضع لاستجواب في اطار تحقيق الامم المتحدة في واقعة اغتيال رئيس وزراء لبنان الأسبق رفيق الحريري، لكنه قال ان سوريا ما زالت منخرطة بدرجة كبيرة في لبنان.
وكرر بوش ايضا تحذيرات أمريكية إلى سوريا أنها يجب ان توقف عبور المقاتلين الأجانب حدودها إلى العراق.
وانتحر وزير الداخلية السوري غازي كنعان في مكتبه بعد ثلاثة أسابيع من قيام محققي الأمم المتحدة في مقتل الحريري في فبراير - شباط الماضي باستجوابه.
وينتظر ان يرفع فريق التحقيق برئاسة الالماني ديتليف ميليس تقريرا إلى مجلس الأمن يوم 21 أكتوبر - تشرين الأول.
ورداً على سؤال حول وفاة كنعان ومغزاها بالنسبة للتحقيق في اغتيال الحريري قال بوش للصحفيين: لا أريد ان أصدر حكما مسبقا على التقرير الذي سيصدر.. تقرير ميليس.
لكنه أضاف ان طلب سحب القوات وكل أجهزة الاستخبارات شيء (منفصل).
العالم الآن يريد.. يتوقع.. من سوريا ان تحترم الديمقراطية في لبنان.
وقبل قليل من إعلان نبأ انتحار كنعان قال الرئيس السوري بشار الأسد لشبكة تلفزيون (سي.ان.ان): ان سوريا لا علاقة لها باغتيال الحريري ومن غير الوارد مطلقا ان يكون أمر به.
ونسبت اليه الشبكة قوله انه إذا خلص تحقيق الأمم المتحدة إلى تورط سوريين فانهم سيعتبرون خونة وسيوجه إليهم الاتهام بالخيانة ويواجهون اما محكمة دولية أو يخضعون لإجراءات القضاء السوري.
وقال آدم ايرلي المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية ان مسألة تقييم ملابسات وفاة كنعان متروكة للمسؤولين السوريين.
وقال ايرلي في مؤتمر صحفي لا نعلم ما خلص اليه السيد (ديتليف) ميليس أو ما هي استنتاجاته.. التي لم تكتب بعد.
وأضاف من هنا لن أقوم.. صراحة.. بالربط بين هذا الحدث وتقرير ميليس وما قد يرد في تقرير ميليس.. بخلاف الاشارة إلى ان السيد كنعان كان شخصية محورية في احتلال سوريا للبنان لسنوات كثيرة.
وجاءت تصريحات بوش خلال اجتماع مع الرئيس البولندي الكسندر كفاسنيفسكي الذي يزور الولايات المتحدة بعد تحذيرات وجهها الشهر الماضي لسوريا السفير الأمريكي لدى العراق زالماي خليل زاد الذي قال: ان الصبر على سوريا بدأ ينفد لفشلها في وقف عبور المقاتلين الأجانب حدودها إلى العراق.
وقال بوش نتوقع ان تفعل سوريا كل ما في طاقتها لوقف انتقال المهاجمين الانتحاريين والقتلة إلى العراق، وأضاف نتوقع ان تكون سوريا جارا جيدا للعراق.
وألقت سوريا باللوم على الولايات المتحدة في تسلل المسلحين إلى العراق بقولها ان واشنطن فشلت في تأمين الجانب الآخر من الحدود العراقية السورية وفي تقديم المساعدة التقنية التي وعدت بها.
من جانب آخر استبعد وزير الخارجية التركي عبد الله غول ضربة أمريكية على سوريا بالرغم من الضغوط المتزايدة التي تمارسها واشنطن على هذا البلد بشأن الملفين العراقي واللبناني، وذلك في مقابلة تلفزيونية.
ورداً على سؤال حول المعلومات التي تتحدث عن عمل عسكري أمريكي مفترض ضد دمشق، قال غول أنا لا أصدق أن هناك مخططا للحرب على سوريا.
هناك توتر سياسي وضغوط أمريكية على سوريا وهذا أمر واضح وعلني ويراه الجميع.
وأضاف حسب الترجمة العربية لحديثه قبل بث المقابلة معه ان أي هجوم أمريكي على سوريا سيكون بالطبع ضد مصلحة تركيا.
وأوضح نحن لا نريد ان نرى حربا جديدة في المنطقة، يكفي ما حدث للعراق، كلنا تضررنا مما وقع للعراق وليس العراقيون فقط.
تركيا تضررت أيضا وإذا ما وقع شر بأحد جيراننا فانه سيضرنا أيضا.
وكانت مجلة (نيوزويك) الأمريكية ذكرت الاحد الماضي ان الولايات المتحدة بحثت في شن ضربات داخل سوريا ضد مخيمات يستخدمها مسلحون ينشطون في العراق.
ونقلت المجلة عن مصادر حكومية لم تكشفها ان وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس تمكنت من ثني مؤيدي هذه الفكرة عن طروحاتهم خلال اجتماع لكبار المسؤولين الأمريكيين عقد في الأول من تشرين الأول - أكتوبر.