هل لشاعر أو لكاتب أو لخطيب أو أديب مهما أُوتي من القدرة على القول والكلام بسحر البيان من الألفاظ التي تحفل بالمعاني وما في لغتنا الجميلة من تعابير وتشبيهات بليغة ذات حلاوة وطلاوة أن يعبّر عن حب الوطن الذي هو من الإيمان.. نجزم كلنا بأنه لم ولن يوفيه حقه لأنه فوق بلاغات البلغاء والفصحاء.. وأنا هنا حين أكتب في (الجزيرة) من فيض مشاعري وبوح خواطري في يوم الوطن واحد من هؤلاء الألوف الذين يقصر بيانهم عن الوفاء للوطن الذي كل ذرة تراب منه هي كحل العيون أثبت من وشم على ساعدي ونفس في بدني لأنه أغلى من ناظري.. حب في الجوانح تنطوي عليه الجوارح بين حنايا الضلوع التي تردد إيقاع نبض القلب المعلن.. استمرار الحياة في الوجود تعلمنا منه عشق التراب أرضاً نشرب منها الماء الذي يحيا به كل شيء النبات الغذاء والدواء والأحياء والكساء.. لأجله عشقنا الأرض والبحر والسماء بما فيها من صفاء تشرق فيها الشمس كل يوم ميلاد يوم جديد نفتح فيه أعيننا على مشروع ينشأ وفكرة تخطط.. ينشر الحب والخير والعطاء بلا حدود لكل الأبناء.. بلابل تحيا الحياة بشدوهم بالآمال التي تتحقق مع عقارب الساعة ساعة بساعة، وكم هو فأل حسن أن يطل علينا اليوم الوطني هذا العام وقد أهّل علينا عهد جديد بتولي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز مقاليد الحكم في البلاد وسمو ولي عهده الأمين الأمير سلطان بن عبدالعزيز العهد الذي استهله بالعفو والصفح وبزيادة دخول المواطنين وتحسين أوضاعهم المعيشية لينير الدروب بمشروعات إنمائية كبيرة تبشر بمستقبل واعد زاهر وارف الظلال يدل عليه التلاحم الكبير المنقطع النظير بين القيادة والشعب يتمثَّل في تواصل التكامل في البناء بالاستخدام الأمثل لكل الموارد بدءاً بالبنى الأساسية للقوى البشرية الساعية لأفضل النتائج من كل العناصر والمكونات في الحقل والمحفل والميدان وسوق العمل وبروح عصرية متناغمة بالقيم الأصلية من البذرة الأولى والغرس القديم للملك المؤسس عبدالعزيز عليه شآبيب الرحمة والرضوان ونحن نحتفل باليوم الوطني هذا العام وما سبقه من أعوام وما يليه من أعوام حافلة بجلائل الأعمال على مدى الأزمان وعشنا وعاش الوطن تحت راية لا إله إلا الله محمد رسول الله وأهلا بك يا يومنا الوطني.
|