في مثل هذا اليوم من عام 1978 اشتبكت القوات السورية والفدائيين الفلسطينيين في مواجهة مسلحة في سهل البقاع بلبنان مما أسفر عن مقتل حوالي1300شخصا أغلبهم من الفلسطينيين. وكانت القوات السورية قد دخلت الأراضي اللبنانية في الخامس من يونيو عام 1976 بطلب من الرئيس اللبناني سليمان فرنجية الذي كان قد تولى الرئاسة خلفاً للرئيس شارل الحلو في ذلك الوقت بعد تجدد القتال الذي اندلع في إبريل عام 1975م بين اللبنانيين والفلسطينيين، وكان دخول القوات السورية تحت شعار (تثبيت الهدوء وحفظ الأمن وصيانة وحدة لبنان) وفي البداية لم يلق الدخول السوري إلى لبنان معارضة قوية من أي طرف، بل لقد اكتسب دخول القوات السورية إلى لبنان غطاء دولياً بعد الاتفاق غير الرسمي الذي سمي باتفاق الخطوط الحمراء الذي تم برعاية هنري كيسنجر والذي ينص على موافقة إسحاق رابين على الدخول السوري إلى لبنان لوقف الحرب الأهلية في إطار شروط وضعها الإسرائيليون في حينه تتعلق بأنواع الأسلحة السورية ومناطق الانتشار السوري. كان الوجود العسكري الفلسطيني في لبنان قد تضخم بصورة كبيرة خلال السبعينيات بعد انتقال المقاومة الفلسطينية من الأردن إلى لبنان في أعقاب أحداث أيلول الأسود عام1970م. وعندما اشتعلت الحرب الأهلية في لبنان عام 1975انضم الفلسطينيون إلى جانب المسلمين السنة ضد المسيحيين الموارنة الذين كانوا يرفضون الوجود الفلسطيني، وكان دخول السوريين إلى الأراضي اللبنانية نقطة تحول أساسية بالنسبة للوجود العسكري الفلسطيني في لبنان حيث تلقى الفلسطينيون ضربات مؤلمة على يد القوات السورية حتى جاء الاجتياح الفلسطيني للبنان عام 1982م ليقضي تماما على وجود السلاح الفلسطيني على الأراضي اللبنانية.
|