في مثل هذا اليوم من عام 1540م وقعت الدولة العثمانية اتفاق سلام مع إمارة فينسيا الإيطالية تضمن للعثمانيين فرض سيطرتهم على حركة الملاحة في البحر المتوسط وتنظم العلاقة بين فينسيا والمستعمرات العثمانية في المشرق العربي حيث كانت تلك الإمارة تعتمد على التجارة مع مصر والشام في الحصول على الجزء الأكبر من مواردها الاقتصادية. جاء التوقيع على هذا الاتفاق بعد سنوات من الصراع بين الجانبين في عهد السلطان العثماني سليمان القانون الذي تولى العرش عام 1520م واستطاع أن يوطد أركان الدولة العثمانية في الشرق والغرب.تولّى السلطان سليمان القانوني بعد موت والده السلطان سليم الأول في 22 من سبتمبر عام 1520م وبدأ في مباشرة أمور الدولة، وتوجيه سياستها. والأعمال التي أنجزها السلطان في فترة حكمه كثيرة وذات شأن في حياة الدولة. في الفترة الأولى من حكمه نجح في بسط هيبة الدولة والضرب على أيدي الخارجين عليها من الولاة الطامحين إلى الاستقلال، معتقدين أن صغر سن السلطان الذي كان في السادسة والعشرين من عمره فرصة سانحة لتحقيق أحلامهم، لكن فاجأتهم عزيمة السلطان القوية التي لا تلين.كانت البحرية العثمانية قد نمت نمواً كبيراً منذ أيام السلطان بايزيد الثاني، وأصبحت مسؤولة عن حماية مياه البحار التي تطل عليها الدولة، وفي عهد سليمان ازدادت قوة البحرية على نحو لم تشهده من قبل بانضمام (خير الدين برباروسا)، وكان يقود أسطولاً قوياً يهاجم به سواحل إسبانيا والسفن الصليبية في البحر المتوسط، وبعد انضمامه إلى الدولة منحه السلطان لقب (قبودان).وكان نمو البحرية العثمانية قد أثار قلق الإمارات الإيطالية التي كانت تسيطر على حركة الملاحة والتجارة في البحر المتوسط فسعت إلى ضرب القوة البحرية العثمانية فدخلت فينسيا في حرب ضد الدولة العثمانية لم تصمد فيها الإمارة الصغيرة طويلا وسرعان ما وافقت على توقيع اتفاق السلام مع الدولة العثمانية عام 1540م.
|