Sunday 2nd October,200512057العددالأحد 28 ,شعبان 1426

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في "محليــات"

دفق قلمدفق قلم
سعود الفيصل
عبدالرحمن صالح العشماوي

حينما تحدَّث سمو الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية للصحفيين في أمريكا حديثه الواضح الصَّريح، تباينت وجهات نظر الإعلاميين وبعض المحللين السياسيين في سبب هذه (الصراحة) التي اكتنفت حديث سموه عقب اجتماع هيئة الأمم المتحدة في أمريكا، ومع أنًّ الآراء المتباينة تدل في الغالب على توجَّهات أصحابها وقناعاتهم، وميولهم السياسية والفكرية والعقدية، فإنَّ ألق الصراحة في حديث سموِّه كان واضحاً إلى درجةٍ تلفت الانتباه.
هل هو كلام غريب؟
منْ يتابع حقيقة ما يجري في العراق الحبيب يدرك أن الغرابة إنما تكون في عدم الوضوح في مواقف كثير من السياسيين والإعلاميين في عالمنا الإسلامي، مع أنَّ الأوضاع المتردية في العراق ما عادت تحتمل الصمت، ولا التلفيق ولا التمويه، ولاشك أنَّ رجال السياسة هم الأقرب إلى معرفة حقيقة ما يجري من تصفياتٍ رهيبة، وقتل ذريع، وحزبيَّات مخيفة، وتحالفٍ مع الاحتلال يدلُّ على ذِممٍ مخفورةٍ، ومواقف مباعة للأعداء على حساب وحدة العراق وأمنه واطمئنانه.
إنَّ واجب المناصرة للحق في العراق أمانةٌ يحملها الجميع، وهي في حق المسؤولين السياسيين أشدُّ، لأنهم ينظرون الى واقع العراق من خلال التقارير الواضحة التي تخفى على كثير من عامة الناس، بل وعلى كثير من المحلِّلين السياسيين ورجال الإعلام بصفة عامة.
تقسيم العراق هدف واضح للاحتلال، ولمن تضامنوا معه ووضعوا أيديهم في يده، وتفتيت قوة العراق، وتمزيق شمل أهله، وتبديد ثروته، وإثارة النعرات الحزبية فيه، أصبحت صوراً واضحة تراها عين المتابع، وتسمعها أذنه، ويشعر بها قلبه.
إنَّ أهل السنة الذين تتهمهم أمريكا ومن معها بالأعمال الإرهابية المتوحشة في العراق، يعلنون ليل نهار رفضهم لتلك الأعمال، وبراءتهم منها، فهم يعملون في وضح النهار ، تحت الضوء الساطع ويعلنون طلباتهم ورغباتهم ومواقفهم دون خداع أو تضليل، ومع ذلك فإن كثيراً من الأعمال التي تحدث ما تزال تنسب إليهم.
هنا يشعر المتابع بأهمية ما قاله سمو الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية، فالصراحة في هذه الحالة واجبة، وسلامة العراق، ووحدة صفّه، وإخراجه من هذا المستنقع الدموي الآسن، أهم من المجاملات السياسية، والتنميق الإعلامي والالتفاف حول الحقائق دون ذكرها.
العراق يعاتبنا جميعاً، ويستنجد بنا جميعاً، ويرفع صور الحقيقة بيده الجريحة قائلاً: (إنَّ الإعلام الغربي يقلب الحقائق، ويشوِّه الصورة الصحيحة، ويسمِّي الأمور بغير أسمائها، وإن الإعلام العربي - غالباً - ينقل ما يورده الإعلام الغربي نقل الناسخ الذي لا يفكر في حقيقة ما ينقل.
العراق يقول: هذا وقت الصدق والصراحة حتى لا يمزقني الأعداء وأنتم تنظرون، فعليكم أن تنتقلوا من مرحلة المناقشات الإعلامية، والمحاورات الفضائية الشكلية حول ما قاله سعود الفيصل، إلى مناقشة أفضل الوسائل، وأسرع الطرق وأقصرها للوصول إلى حلِّ المشكلة العراقية، والحيلولة دون اختطاف العراق من خارطته القائمة على الوحدة إلى سراديب الطائفيَّة، والتشرذم والتقسيم الذي لا يمكن أن يعود على العراق، ولا على جيرانه، ولا على العالم العربي وقضاياه، والعالم الإسلامي ومشكلاته بالخير أبداً.
العراق يحيِّي كلَّ صوتٍ يرفع شعار الوضوح والصراحة، ويحيي ونحن معه ما قاله سمو الأمير سعود الفيصل، ويدعو ونحن معه أهل العراق جميعاً إلى الخروج من مغارات النيَّات السيئة إلى فضاء النيَّة الحسنة.
إنَّ وجود الاحتلال في العراق خطأ كبير، بدأت شعوب الدول المحتلة تشعر به وتتظاهر لإزالته بصوت واضح صريح ينادي بالانسحاب من العراق، ووضع خطط سليمة تشرِّف دول العالم كلِّه للخروج بالعراق من المأزق الخطير الذي هو فيه.
أفلا تكون صراحة القول واجباً في مثل هذه الحالة؟!
إشارة


يا دعاة الأمن والعدل متى
قمر الإنصاف فيكم يطلعُ؟

www.awfaz.com

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved