Sunday 2nd October,200512057العددالأحد 28 ,شعبان 1426

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في "محليــات"

مستعجلمستعجل
العلماء والدعاة ورجال الهيئة في رمضان
عبد الرحمن بن سعد السماري

يومان يفصلاننا عن سيِّد الشهور.. ذلك الشهر العظيم الذي نستقبله ويستقبله كل مسلم.. بالسعادة والسرور والفرحة والبهجة.. كيف لا.. وهو موسم عظيم تتضاعف فيه الحسنات وتحط الذنوب والخطايا.. ويتجه الناس إلى الواحد الأحد.. مخبتين صادقين منيبين عائدين إلى الله.
** في رمضان.. يتسامى الناس عن المشاكل والخلافات.. ويترفعون فوق المشاحنات والخصومات.. ويتركون عادات سيئة.
** كان بعض الصحابة والسلف الصالح.. يجلسون طوال نهار رمضان في المساجد حتى لا يختلطون بأحد.. وحتى لا تصدر منهم مخالفات أو أخطاء أو تجاوزات أو ما يفسد روحانية الصوم من أي تصرف لا يليق بقدسية هذا الشهر.
** يجلسون في المساجد معتكفين طوال اليوم.. يتلون القرآن.. ويؤدون الفرائض والنوافل حتى لا يفسد عليهم أحد قدسية هذا اليوم.
** غير أن الملاحظ.. أن البعض لا يُفرِّق بين رمضان وغيره.. وقد تسمع منه كلاماً جارحاً.. وقد تسمع غيبة ونميمة وبهتاناً لمسلم.. وقد تسمع منه كلاماً سيئاً.. فهو لا يحترم هذا الموسم العظيم.. وليس له عنده فضل ولا مكانة والحمد لله.. إن هؤلاء قلة.. وأكثرهم من الشباب الطائش هداهم الله.
** في هذا الشهر.. ينشط بفضل الله.. دور العلماء والدعاة.. ويصير لهم دور ملحوظ.. دعوة وحسبة ونشاط وأمر بالمعروف ونهي عن المنكر.
** تكثر المحاضرات.. وتكثر الدروس.. وتكثر الكلمات الوعظية.. وهناك دروس بعد العصر وبعد أو قبل العشاء.
** وهناك تذكير دائم.. وهناك التراويح.. ذلك التجمع الروحاني الطيب..
** وهناك الوتر الجماعي.. وهناك الإقبال الملحوظ على قراءة القرآن.. فتجد الكثير من الناس يقرأ القرآن في المساجد وفي بعض المكاتب عند الفراغ وفي البيوت وفي كل مكان.
** في رمضان.. تختلف الطباع.. وتصفو النفوس.. وتُقبل على الطاعات.. وعلماؤنا ودعاتنا الأجلاء لم يقصروا.. فهم يقدمون زكاة علمهم من خلال الدروس والمحاضرات والندوات والكلمات الوعظية في المساجد وفي وسائل الإعلام وفي بعض الدوائر وفي كل مكان متاح.
** علماؤنا.. لم يقصروا ولم يبخلوا بعلمهم.. ولهم في هذا الشهر دور ونشاط ملحوظ.
** وهكذا رجال الهيئة.. الذين يعملون ويواصلون الليل بالنهار في هذا الشهر.. للحفاظ على قدسيته.. ولإشاعة الفضيلة وقمع الرذيلة.
** يعملون ويسعون من أجل إيجاد مجتمع إيماني نزيه نظيف.
** يساعدون الناس على الخير.. ويحولون دونهم ودون الشر والفساد.
** يسهمون في القضاء على الكثير من السلبيات في الشارع وفي الأسواق وفي كل مكان.
** يُقدِّمون خدمات لا يمكن لغيرهم أن يقدمها.. فمع ما منحهم الله من العلم الشرعي.. فقد منحهم الله الرفق والعطف ومحبة الآخرين.. ومحاولة مساعدتهم.. لتجاوز كل عقبة أياً كانت.
** رجال الهيئة.. يتركون أولادهم وأسرهم ومشاغلهم وراحتهم من أجلنا.. ومن أجل المجتمع.
** يسعون لصنع مجتمع مثالي.. يبذلون من أجل أن نكون في مستوى خيريَّتنا وما ميزنا الله به أمة الإسلام.
** نعم.. نحن خير أمة ولكن متى؟ إذا أمرنا بالمعروف ونهينا عن المنكر.
** رجال الهيئة.. لهم دور كبير في رمضان.
** يتضاعف عملهم.. ويتضاعف دورهم.
** ويتضاعف بإذن الله تعالى أجرهم.. ولكن للأسف.. لا تتضاعف أجورهم المادية.. وليس لهم خارج دوام.. وليس لهم (خميس وجمعة).. وليس لهم أي ميزة مادية على الاطلاق.. رغم أن عملهم ميداني شاق صعب.. يتطلب الساعات وراء الساعات.. وليس عملاً مكتبياً مريحاً مدته مدة الدوام اليومي.
** لا أدري.. لماذا هؤلاء الرجال الأخيار المؤهلون شرعاً.. ليس لهم سلم رواتب خاص.. كالقضاة مثلاً أو المدرسين.. أو كأعضاء هيئة التحقيق والادعاء العام أو كغيرهم من المهنيين.
** نتمنى أن نسمع عن كادر وسلم وظيفي خاص بهم.. أو بدلات تليق بما يقدمونه من جهد عظيم.
** عمل ميداني شاق.. ومواصلة الليل بالنهار.. وعمل في الصيف الحارق.. والبرد القارس.. وفي كل وقت.. وفي كل مكان.. والراتب.. مثل راتب موظف يجلس على مكتبه أمام المكيف.
** ليتنا نسمع شيئاً قريباً عنهم.. فو الله.. انهم يستحقون.
** نسأل الله العلي القدير.. أن يحفظ علماءنا.. ودعاتنا.. وأئمة مساجدنا والرجال الأخيار في مراكز الهيئات إنه سميع مجيب.

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved