Sunday 2nd October,200512057العددالأحد 28 ,شعبان 1426

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في "الاقتصادية"

سوسة النخيل تظهر في سدير بعد الخرج!سوسة النخيل تظهر في سدير بعد الخرج!

* عمرو بن عبد العزيز الماضي :
يعد أول ظهور لحشرة سوسة النخيل في المملكة في محافظتي الأحساء والقطيف، ومنذ ذلك الوقت ووزارة الزراعة تبذل الكثير من الجهود للقضاء على هذه الآفة التي تشكل خطراً يهدد زراعة النخيل، خاصة أن المملكة توسعت توسعاً كبيراً في ذلك وتعدّ من أكثر الدول في الشرق الأوسط زراعة للنخيل واهتماماً بها.
بالأمس القريب اكتشفت أكثر من تسعين إصابة بحشرة سوسة النخيل في المزارع الواقعة في شعيب (وراط) في منطقة سدير، كما تم اكتشاف عدد من الحالات الأخرى في مزارع مركز (جوي) القريبة من محافظة المجمعة، مما يعني أن منطقة سدير ستضاف إلى المناطق المصابة بهذه الحشرة الكريهة.
إن ظهور هذه الحشرة أربك العمل في فروع وزارة الزراعة في منطقة سدير، التي لم تكن مستعدة لمجابهة هذه الحشرة، لعدم وجود متخصصين في مكافحة هذه الحشرة، إضافة إلى عدم توافر المعدات والوسائل المستخدمة للقضاء على هذه الحشرة والحدّ من انتشارها.
وقبل أن أكتب هذه المقالة هاتفت معالي وزير الزراعة الدكتور فهد بالغنيم؛ لأشرح له خطورة الوضع الذي قد ينتقل إلى بقية مدن ومراكز سدير، ليس هذا فقط، بل قد تنتقل هذه الحشرة إلى منطقة القصيم التي تضم مئات الآلاف من النخيل! بعدها ستتسع الدائرة ويصبح حصار هذه الحشرة أكثر صعوبة.
لقد أوضح معالي الدكتور فهد بالغنيم وزير الزراعة أن وزارة الزراعة لا تعاني قلة الأجهزة أو الإمكانات للقضاء على هذه الحشرة أو الحد من انتشارها؛ فالمشكلة تكمن في ضعاف النفوس الذين ينقلون النخيل من المناطق المصابة إلى المناطق غير المصابة، دون علم وزارة الزراعة، وكشفها على تلك النخيل ووضع العلاقة الموضحة لسلامة النخلة.
لقد أوضح معاليه أن البعض يتبع أساليب كثيرة للتحايل وتسريب تلك النخيل من مناطق مصابة إلى مناطق غير مصابة، حتى لو اضطر إلى أن يسلك طرقاً ترابية أو برّية حتى لا يمر عبر نقاط التفتيش التي لن تسمح له بأن يخرج أي نخلة من المناطق المصابة؛ من هنا انتقلت حشرة سوسة النخيل لتصل إلى مناطق أخرى ولم تعد محصورة في الأحساء أو القطيف، بل ظهرت في مناطق أخرى كالخرج مثلاً؛ فحشرة سوسة النخيل لا تطير مسافات طويلة، وإنما تنتقل في حدود كيلو مترين من مزرعة إلى أخرى، وأبرز أسباب انتقالها عن طريق ضعاف النفوس من بعض المواطنين والمقيمين من خلال اقتلاع النخيل ونقلها ثم زراعتها في مناطق أخرى غير مصابة.
لقد أهاب معاليه بأهمية تعاون المواطنين مع وزارة الزراعة في تطبيق تعليمات الوزارة فيما يتعلق بنقل النخيل من منطقة إلى أخرى، وقال: إن المناطق التي ظهرت فيها سوسة النخيل مؤخراً، لم تصلها السوسة إلا من خلال نقل النخيل من منطقة إلى أخرى دون أن يتم الكشف عليها من قبل وزارة الزراعة، فهل يرضى أي مزارع بأن يزرع جاره نخيلاً مصابة بالحشرة؟ فإذا كانت الإجابة بالنفي فلماذا يسمح هو أيضاً بأن يتأذى غيره مما يزرعه؟ فالنخلة المصابة بالحشرة لا يمكن التعرف عليها بالعين المجردة، وإنما يظهر ذلك بعد أن تصل الإصابة إلى مرحلة متقدمة وتخرج الرائحة النتنة من النخلة.
لقد وعد معاليه بأن تلقى منطقة سدير كغيرها من المناطق التي ظهرت فيها الإصابة، اهتمام الوزارة، ولكن لن تفيد جهود الوزارة مهما كانت مكثفة لو لم يتعاون المواطن في تطبيق تعليمات الوزارة فيما يتعلق بنقل النخيل من المناطق المصابة.
إن جهود الوزارة لن تفيد ما لم يتم وضع عقوبات صارمة لمن ينقل النخيل من المناطق التي ظهرت فيها السوسة إلى مناطق غير مصابة، وتكون هذه العقوبات صارمة تصل إلى الغرامات ومصادرة السيارة التي تحمل النخيل، ولو حدث ذلك مع حالة أو حالتين مخالفتين فلن يقدم أي شخص مستقبلاً على نقل النخيل كما هو الحال الآن، علماً بأن من يعمل في هذا المجال من الوافدين.
إن النخيل ثروة وطنية مهمة وصلت فيها المملكة إلى مصاف الدول في العالم من حيث عدد النخيل المتوافرة في المملكة، وهذه الثروة تستلزم الضوابط الصارمة لحمايتها.

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved