* نجران- أحمد معيدي: دعا الدكتور خالد بن صالح المانع الخبير في بورصات الأسواق الدولية والعملات عضو جمعية الاقتصاد السعودي المستثمرين، خصوصاً الصغار منهم إلى عدم الانجراف وراء ما يكتب في المنتديات الخاصة بالأسهم وطريقة التوصيات في البيع والشراء، مشيراً إلى أن العديد من المنتديات يقوم بنشر معلومات وإشاعات خاطئة ومضللة القصد منها رفع أسهم عدد من الشركات حتى يقوم عدد معين في السوق فقط بالبيع. جاء ذلك خلال الندوة التي نظمتها الغرفة التجارية الصناعية بمنطقة نجران مساء يوم أمس الأول بعنوان: (كيف تتعامل مع سوق الأسهم السعودي بأفضل الطرق) والتي حضرها عدد كبير من رجال الأعمال والمستثمرين بالمنطقة. وقد تطرقت الندوة إلى عدد من الموضوعات التي تهم المتعاملين في سوق الأسهم السعودية، حيث قدم الدكتور المانع تعريفاً كاملاً عن معنى كلمة سوق وعلاقتها بالاقتصاد، وقال إن سوق الأسهم السعودية هي مرآة الاقتصاد في المملكة، ثم قدم الدكتور المانع بعد ذلك شرحاً مفصلاً عن دور التحليل الأساسي والاقتصادي للمساعدة في اتخاذ قرار البيع والشراء من حيث تقييم الشركات (التغيرات والمعطيات) وقوائم الشركات والتي منها القوائم المالية وما يتفرع منها مثل قائمة المركز المالي وقائمة الدخل إضافة إلى قائمة التدفقات النقدية. وشدد المانع على جميع المتعاملين في السوق السعودية في التريث والتفكير قبل اتخاذ قرار الشراء في أي سهم وأوضح المانع خلال الندوة أن سوق الأسهم السعودي يخضع للتحليل ولكنه ليس الأفضل في العالم، ثم تكلم عن النسب المالية من حيث السيولة وإدارة الأصول وإدارة الديون ونسب الربح والقيمة السوقية للسهم. كما تحدث عن اقتراض بعض الشركات من البنوك كذلك طرح أسهم جديد لشركات قائمة من حيث فوائدها ومضارها. بعد ذلك قدم عرضاً عن أثر العولمة في الاقتصاد السعودي ودور التحليل الفني(نقاط الدعم والمقاومة) قام خلالها بشرح عدد من الرسومات البيانية لمؤشر السوق السعودي خلال الأشهر الماضية وكيفية وضع أي شخص لنقاط المقاومة ونقاط الدعم ومن ثم بناء قراراته على تلك النقاط التي حددها. ثم تحدث المانع بعد ذلك عن اتجاهات الأسعار وتحديد قراءة البيع والشراء وقال إن السوق السعودي يستبق الأحداث مثل استباقه الآن لأحداث أرباح الشركات حيث وصول المؤشر إلى نقطة 15 ألف وقال إن هذه الخطوة مهمة وليست سهلة ووصف وصول المؤشر إلى نقطة 20 ألف في الوقت الراهن بأمر خطير، وذكر أن الارتفاعات الحاصلة سوف يكون لها ارتدادات عنيفة وقاسية خصوصاً على صغار المستثمرين والطامعين في الثراء السريع. وقال إنه لا يوجد هناك حالياً أي محفزات لرفع المؤشر مما يجعل فرضية نزوله وارداً بشكل كبير. وشدد المانع على المتعاملين في سوق الأسهم السعودية باتباع مقومات السوق الأساسية والاقتصادية والفنية وغيرها من المقومات التي تهم المستثمر، مشددا إلى أن سوق الأسهم السعودية خطير جداً ليس من ناحية التوجه لأن اقتصاد المملكة قوي ولكن خطورته تكمن في التعامل معه كسوق خصوصاً مع الثقافة الجديدة التي اكتسبها الناس الجدد على السوق. وأشار المانع إلى محركات السوق التي تكمن في صناع السوق الهيئة وصغار المستثمرين إضافة إلى المعطيات وأسعار النفط.. وشدد على أن عامل نفسيات المتعاملين وهو مؤشر خطير ولا أحد يراقبه والسوق السعودية تتأثر بتلك النفسيات صعدت أو نزلت. ورفض مبدأ أن صناع السوق وراء انخفاض وارتفاع المؤشر وارجع الانخفاضات والارتفاعات في المؤشر إلى غياب الوعي الثقافي الاستثماري لدى عدد من المستثمرين. كما قلل المانع خلال الندوة من أهمية تجزئة الأسهم نظرياً، وقال إنها لا تعني شيئاً ما اقتصادياً، فقال إن لها تأثيراً في زيادة قدرة المضاربين في تحريك هذا السوق بشراء كميات كبيرة وبالتالي تحريك التداول. وأبدى الدكتور خالد المانع تخوفه من أنه وفي حال تجزئة الأسهم في السعودية أن يقوم المضاربون وصغار المستثمرين بمسلسل رفع أسعارها مرة أخرى ووصفها بالمشكلة الكبرى خصوصاً أن إمكانية الرفع حاصلة. وتطرق إلى اكتتاب (دانة غاز) في الإمارات، وقال إن سعر السهم بريال هو عامل جذب نفسي جيد دفع الناس نحو الاكتتاب بينما أن العائد المادي عليهم لن يكون مجزياً بالشكل الذي يتصوره المكتتبون. وأشار إلى أن انضمام المملكة إلى منظمة التجارة العالمية سوف يكون له انعكاسات كبيرة على عدد من القطاعات منها الزراعية والخدمية والصناعية، حيث إن دخول شركات جديه للسوق يؤثر بشكل قصير المدى على بعض الشركات العائلية أو الشركات التي تدار بشكل غير احترافي.. موضحاً أن السوق مقبل على طفرة احترافية بحتة وأن الشركات العالمية تملك التقنية التي لا تمتلكها عدد من شركاتنا، وأشار إلى أن السوق السعودي سوق مفتوح ومتعود على المنافسة، وبالتالي فإن التأثير سيكون قصيراً.. مشيراً إلى أن القطاع الزراعي في هذه الحالة سيكون غير واعد كزراعي بل سيكون كتسويق.
|