المحطات الفضائية التلفزيونية العراقية التي أنشئت بأموال إيرانية، والتي أصبحت تنافس المحطات التلفزيونية الغنائية الراقصة التي انتشرت في الخليج من الكويت حتى دبي لاستيعاب الرقاصين والرقاصات والمغنين العراقيين الذين تفجرت إبداعاتهم الجسدية والصوتية توافقاً مع مناخات (الحرية والديمقراطية) التي جلبتها قوات الغزو الأمريكية والبريطانية. ومثلما انتشر العهر الجسدي المعتمد هز الأرداف وتعميم الغناء الهابط من ماركة البرتقالة، انتشر العهر السياسي الفضائي من خلال فضائيات الصفويين التي أنشئت لتعميم الفكر الشعوبي ولتغييب الانتماء العربي للعراق من خلال التركيز على توجيه التهم للدول العربية وإلصاق مسؤوليات الإرهاب الذي يعم العراق بالعرب أفراداً ودولاً، وبأسلوب مدروس تتناوب هذه الفضائيات توجيه الاتهامات للدول العربية وقادتها، متهمة العرب بأنهم سبب البلاء الذي يعيشه العراق الآن، متناسية حجم التدخلات الأجنبية غير العربية في الشأن العراقي، خصوصاً من قبل الولايات المتتحدة الأمريكية التي صاغ سفيرها وأركان سفارته مسودة دستور العراق الدائم، وإيران التي ينتشر عناصر مخابراتها ومسلحوهم في المدن والقرى العراقية، وبريطانيا التي وصل الحد بجنودها إلى اقتحام السجون العراقية وإخراج الجنديين البريطانيين اللذين كانا ينويان تنفيذ عمليات إرهابية وإلصاقها بالمقاتلين العرب. والغريب أن أحد منظري المحطات الفضائية الممولة إيرانياً من المعميين يتهجم على إحدى الدول العربية الرائدة متهماً إياها بالتدخل في الشؤون الداخلية، ومبرراً في نفس الوقت لأمريكا وإيران وبريطانيا التي يقول عنهم إنهم يساعدون الشعب العراقي..!! هذه المساعدة التي تمثلت في الغزو الذي دمَّر الدولة العراقية، والذي مهَّد لاحتلال يعد المسؤول الأول والأساسي لما وصل إليه العراق الآن من انعدام للأمن وانتشار البطالة والفوضى التي أتاحت لإيران التحكم بالشأن العراقي الداخلي إلى حد توظيف الفضائيات العراقية لشتم العرب ودولهم، التي خدمت العراقيين كثيراً، يحاول أصحاب العمائم تغييبها من خلال الردح السياسي الذي يسير على نفس الردح الجسدي الذي روجت له أغنية البرتقالة.
|