العدوان يتسبب بإجهاض نساء في خان يونس
وزارة الصحة الفلسطينية: الغارات الوهمية الإسرائيلية زادت من شكوى المواطنين من أعراض جسدية مؤلمة

* غزة - مراسل الجزيرة:
من على سرير مشفى مبارك للولادة بمستشفى خان يونس، جنوب قطاع غزة، قالت الأم الفلسطينية صابرين أبو سليمان (25 عاماً)، والتي تعاني من نزيف شديد: إنها فقدت جنينها الذي (جاء بواسطة الزراعة بعد خمس سنوات من المعاناة التي مضت على زواجها دون حمل، وذلك بعد إصابتها بحالة إغماء عندما هزت إحدى التفجيرات الصهيونية التي أحدثتها الطائرات الإسرائيلية منزلها..!! وكشفت وزارة الصحة الفلسطينية، يوم أمس الجمعة، النقاب عن تزايد شكوى مواطني قطاع غزة، لا سيما الأطفال منهم، من أعراض جسدية مؤلمة، نتيجةً للعدوان الإسرائيلي والغارات الوهمية، التي شنتها طائرات حربية إسرائيلية على القطاع طيلة الأسبوع الجاري. وأشار تقرير صادر عن الوزارة، وصل مكتب (الجزيرة) نسخة منه، إلى أن الغارات الجوية المتكررة، التي شنتها طائرات الاحتلال الإسرائيلي، في أوقات متفرقة وعشوائية، وصاحبها قصف مدفعي في بعض الأحيان، وإطلاق قنابل إرتجاجية محرمة دولياً على المناطق المأهولة بالسكان، مبيناً أن هذه الاعتداءات تسببت في تصدع العديد من المباني، وتكسير للزجاج، وبث الرعب في قلوب المواطنين، خاصة الأطفال الذين بدأوا في إظهار الكثير من الأعراض النفسية والجسمية.
وبين تقرير وزارة الصحة الفلسطينية، أن استشارات المواطنين، حول العوارض النفسية التي ظهرت عليهم وعلى أطفالهم خلال الأسبوع، كشفت عن ظهور حالات كثيرة من فقدان القدرة على الكلام والخوف الشديد، المتمثل في الصراخ القوي، عند سماع الأطفال صوت الطائرات، التي ارتبطت ارتباطاً شرطياً مع صوت القصف والتدمير.
وذكر التقرير أنه بدأت تظهر عند الأطفال حالات كرب ما بعد الصدمة الحادة، والتي تمثلت في الشكوى من عدم القدرة على النوم، والكوابيس المستمرة، وأعراض التجنب المتمثل في التصاق الأطفال بآبائهم، والصراخ الشديد عند تركهم لوحدهم والشعور بالكآبة.
وأوضحت الوزارة الفلسطينية في تقريرها، أن أعراضاً جسيمة أخرى ظهرت نتيجة للعدوان الإسرائيلي، تمثلت في بدء الأطفال من الشكوى الجسدية، كالصداع الشديد والآلام الشديدة في البطن، والحرارة والقيء المستمر، لافتةً إلى أن هذه الأعراض ما هي إلا تعبير عن الصدمة النفسية، التي يتعرض لها الأطفال في القطاع خلال هذه الفترة.
وأكدت وزارة الصحة أن العدوان الإسرائيلي، إضافةً لبثه الرعب في قلوب الأطفال، فإنه يؤدي إلى ردود فعل طويلة المدى، وصدمات نفسية متكررة، تتمثل في ظهور كرب ما بعد الصدمة المزمن، والذي يؤدي إلى قصور في الوظائف النفسية والاجتماعية والجسدية للأطفال، وحالات وأمراض نفسية مثل الاكتئاب والقلق والخوف.
وكانت وزارة الصحة، ناشدت الأمين العام لجامعة الدول العربية، والأمين العام للأمم المتحدة، واللجنة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر الدوليين، ومؤسسات حقوق الإنسان العربية والدولية، ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) والمجتمع الدولي، والدول الراعية لاتفاقية جنيف الرابعة، واتفاقية حقوق الطفل، التدخل الفوري والسريع، لوقف حالة التدهور وحماية المدنيين الفلسطينيين، وخصوصاً الأطفال من العدوان الإسرائيلي.