Sunday 2nd October,200512057العددالأحد 28 ,شعبان 1426

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في "فـن"

اللعب بتاريخ أبو بكر!!اللعب بتاريخ أبو بكر!!

صدمت وتألمت وتفاجأت كثيراً عندما تابعت بعض الأخبار الصحفية البسيطة للمؤتمر الصحفي الذي أُقيم في الرياض مؤخراً لتدشين كتاب أو ديوان الفنان الكبير أبو بكر سالم بلفقيه (شاعر قبل الطرب)، ولا أدري حتى هذه اللحظة هل هو كتاب أم ديوان لأنني لم أطلع عليه ولم يصلني، بل إنني لم أشاهده في أي مكتبه من مكتبات جدة حتى هذه اللحظة ولا أدري إن كنت قد ذكرت اسمه صحيحاً أم خاطئاً!!الصدمة والتألم والمفاجأة من هذا المؤتمر لهذا الفنان الكبير الذي أثرى ساحة الفن لما يقارب الخمسين عاماً وهذه السنين الطويلة هي بمثابة تاريخ للفن في الجزيرة العربية الغنية بالفن والتراث والثقافة التي حملها فناننا الكبير بصوته وفكره وقلبه ونقلها بحنجرته حتى وصل بها إلى الغرب حين حصل في السبعينيات الميلادية على المرتبة الثانية من لجنة تحكيم عالمية في اليونان كثاني أفضل صوت أوبرالي في العالم بعد دنزروزز!!الصدمة والتألم والمفاجأة من هذا المؤتمر لهذا الفنان الكبير ليست بسبب الحضور الثقافي والإعلامي (المتواضع) الذي تسبب به منظِّم المؤتمر - وهذا أول مؤتمر ينظِّمه ذلك المنظِّم - الذي تنقصه الخبرة، حيث كما أخبرني الكثيرون أن دعواتهم وصلت قبل 24 ساعة من إقامة هذه المناسبة وبالتالي فمن الطبيعي جداً أن يكون الحضور بذلك الشكل المتواضع الذي لا يرتقي لاسم فنان بذلك الكبر والحجم، فنان قال عنه فنان العرب محمد عبده قبل أشهر وفي حفل خاص بجدة (إنه تاريخ الفن، بل الفن كله).
فنان عندما زار اليمن قبل عامين حظي باستقبال واحتفاء على مستوى رفيع وكرِّم هناك بالأوسمة والشهادات والدكتوراه الفخرية، وافتتح إحدى الجامعات هناك لتكون الصدمة والتألم والمفاجأة والتعجب، هي في عملية البحث عن مقدِّم يقدم الفنان الكبير أبو بكر سالم بلفقيه في حفل تدشين كتابه وبعد ذلك ترسو عملية تقديم هذا العملاق على أحد الصحفيين الشباب!!
كنت أتمنى لو أن ذلك الصحفي قد اعتذر عن تقديم ذلك العملاق واكتفى المنظّمون بعبارة أن الفنان أبو بكر سالم بلفقيه لا يحتاج إلى مقدمات أو تقديم في مؤتمره فهو اسم غني عن أي مقدمات تعريفية أو كلمات وعبارات (كوميدية) أو أهداف ومصالح مشتركة يتم تبادلها من خلاله!!
أؤكِّد لو أن عملية تقديم أبو بكر سالم في مؤتمره بالرياض قد عرضت على كبار الكتَّاب ممن يعرفونه جيداً ويعرفون تاريخه ويعرفهم عن قرب كمحمد رضا نصر الله أو د. أبو بكر حميد لقدَّماه بكل ترحيب وحب وثراء معلوماتي ولو عُرضت هذه الفرصة على الأساتذة محمد صادق دياب أو عابد هاشم أو عبد الله القبيع أو محمد باجنيد أو علي فقندش لحضروا من جدة أو أبها وقدَّموه دون حتى انتظار تذكرة السفر مع بطاقة دعوة المنظّمين!
كان من المفترض أن يكون مستشارو فناننا الكبير الآن وأصدقاؤه أكبر من ارتكاب مثل هذه الأخطاء الفادحة التي شوَّهت جزئية مهمة في تاريخ الأغنية في الجزيرة العربية بتشويههم لهذا المؤتمر النادر لهذا الرجل الثري بالفن والإبداع، وتمنيت لو أنهم وضعوا اسم ومكانة وتاريخ هذا الرجل في اعتباراتهم وأمام أعينهم أولاً وقبل أي هم آخر!! كنت أتمنى لو أنهم يعلمون الآن (حجم) تلك الأخطاء التي ارتكبوها إن كانت بغير قصد، أما إذا كانوا يعلمون ويقصدون فتلك مصيبة وخصوصاً أنهم قد وضعوه في (مأزق) بالتأكيد أن اسمه وتاريخه وخبرته ستخرجه منه!!
خاتمة
- تذكَّرت بعد أن توقف القلم عن كتابة السطور السابقة مطلعاً من إحدى روائع أبو بكر سالم:


أنا سبب نفسي بنفسي
جبت صبعي صوب عيني!!

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved