في مثل هذا اليوم من عام 1970 وجه مجلس جامعة الدول العربية الدعوة إلى عقد اجتماع طارئ للمجلس لبحث الموقف المتدهور بين الفلسطينيين والأردنيين وهو الموقف الذي تحول إلى مذبحة دامية ضد المخيمات الفلسطينية في الأردن فيما عرف باسم أحداث (أيلول الأسود). وكانت المخيمات الفلسطينية في الأردن هي الأكبر بين مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في الدول العربية في الوقت نفسه اتخذت المقاومة الفلسطينية المسلحة من الأراضي الأردنية قاعدة لها بسبب قربها من الأراضي الفلسطينية المحتلة. ولكن تزايد أعداد الفلسطينيين في الأردن سواء كلاجئين أو كحاملي للجنسية الأردنية أدى إلى إيجاد نوع من الشك المتبادل بين القيادة الفلسطينية والملك حسين ملك الأردن الذي كانت له اتصالاته مع الجانب الإسرائيلي. ومع تنامي القوة العسكرية للمخيمات الفلسطينية بدأ أعضاء المقاومين الفلسطينيين في تجاوز الحدود في تصرفاتهم، وارتكبوا بعض الأخطاء في عمَّان، الشيء الذي اعتبره النظام الاردني دولة داخل الدولة، ناهيك عن الضغوط الاسرائيلية والامريكية على الملك حسين للجم المقاومة ووقف العمليات الفدائية عبر الحدود الاردنية.في الوقت نفسه ظهرت أصوات متطرفة بين الفلسطينيين تطالب بالاستيلاء على السلطة في الأردن والإطاحة بعرش الملك حسين لتتحول الأردن إلى قاعدة للانطلاق إلى تحرير فلسطين. وبالطبع لم يكن الداهية ملك الأردن مستعداً لتجاهل هذا الخطر المحدق فأصدر أوامره للجيش الأردني بالقضاء على الوجود الفلسطيني المسلح في المخيمات وكانت أحداث أيلول الأسود. ورغم الخسائر الهائلة نجحت القمة العربية التي دعا إليها الزعيم المصري جمال عبد الناصر في القاهرة إلى وقف نزيف الدماء والاتفاق على خروج المقاومة الفلسطينية بسلاحها من الأردن إلى لبنان.
|