نشوب معركة (مارني) على أبواب باريس

في مثل هذا اليوم من عام 1914 بدأت معركة مارني بين القوات الألمانية والقوات الفرنسية على مشارف العاصمة الفرنسية باريس وقد نجحت القوات المدافعة عن المدينة في صد الهجوم الألماني وحالت دون سقوط باريس في قبضة الألمان. استمرت هذه المعركة حتى العاشر من سبتمبر حيث كانت القوات الألمانية تحت قيادة الجنرال فون مولتك. وقد شاركت قوات بريطانية في الدفاع عن العاصمة الفرنسية بعد التحالف الفرنسي البريطاني في بداية الحرب ضد محور النمسا وألمانيا وتركيا. وكانت معركة مارني نقطة تحول رئيسية في سير معارك الحرب العالمية الأولى. فقبل هذه المعركة كانت قوات الحلفاء تتراجع باستمرار أمام القوات الألمانية في اتجاه العاصمة باريس. ومع اقتراب القتال من حدود العاصمة الفرنسية سيطرت حالة من الفزع على قادة الحلفاء لأن سقوط عاصمة إحدى دول الحلفاء يعني تفكك هذا التحالف. وقد بدا سقوط باريس وشيكا مع تراجع القوات البريطانية والفرنسية إلى نهر مارن خارج العاصمة. وتولى قيادة القوات الفرنسية في هذه المعركة الجنرال جوزيف سيمون جالين في حين كان اللورد كتشنر قائد للقوات البريطانية. وكانت خطة القائد الفرنسي لوقف تقدم القوات الألمانية بسيطة للغاية وتتمثل في حشد كل القوات الفرنسية والبريطانية المتاحة في هجوم مضاد ومفاجئ على القوات الألمانية التي لم تكن تتوقع إقدام القوات المنسحبة على تطوير مواقعها لتتحول من الدفاع إلى الهجوم ومن الحركة.ورغم اعتراض بعض القادة الفرنسيين والبريطانيين على هذه الخطة بسبب صعوبة تنفيذها على الأرض حيث يصعب على القوات المقاتلة تغيير مواقفها من الدفاع أو التراجع إلى الهجوم والتقدم دون فترة من التوقف لإعادة تشكيل القوات لاتخاذ تشكيلات هجومية. لكن الجنرال الفرنسي تمكن في النهاية من إقناعهم بأن هذه هي الطريقة الوحيدة لمنع سقوط العاصمة الفرنسية خاصة بعد سلسلة الهزائم المتكررة لقوات الحلفاء. ونجحت الخطة في قلب موازين المعركة والحرب العالمية الأولى ككل عندما منيت القوات الألمانية بهزيمة كبيرة لم تجد بعدها مفرا سوى التراجع في اتجاه الحدود الألمانية. وكانت هذه المعركة هي أعنف معارك الحرب العالمية الأولى حيث بلغ عدد القوات التي شاركت فيها أكثر من مليوني جندي على الجانبين وبلغ عدد القتلى والجرحى أكثر من خمسمائة ألف شخص.