حين يهمّ القلم معلناً تدفق حبره بين أسطر (الجزيرة) فإنه يدرك أن حروفه المكتوبة ستصل لا محالة إلى مبتغاها وستحقق أهدافها. لقد كثر الحديث حول الدوام الجديد لموظفي المراكز الصحية في المملكة والمتضمن الابتداء من الساعة السابعة والنصف صباحا والانتهاء عند الساعة الخامسة مساء. وبودي أن أدلو بدلوي من على صفحات (الجزيرة) حول سلبيات القرار الصادر من لدن وزارة الصحة باعتماد الدوام الجديد الذي - للأسف الشديد - لم يراع ظروف المواطنين، وسألخص حديثي في الأمور التالية: أولاً: الدوام الجديد يبعث الملل والكسل والخمول بين أوساط الموظفين الذين يحتاجون إلى راحة لتجديد نشاطهم وخدمة المراجعين بأريحية وسعة بال. ثانياً: الدوام الجديد فيه ظلم وإجحاف كبير بمصلحة مواطني المملكة الذين لن يقفوا في طوابير مملة فترة الظهر أو يعاودوا الاستئذان من أعمالهم إن إرادوا الحضور صباحاً. ثالثاً: أين الدراسات المفترض العمل بمقتضاها لإقرار الدوام الجديد وهل هو إرضاء لموظفي الصحة العاملين بالمراكز ولديهم كادر وظيفي مرموق ويطمعون في المزيد؟! رابعاً: هل تم أخذ آراء المواطنين وهم المعنيون بالأمر أولاً وأخيراً وهل وزعت استبانات تكشف رأي المواطن في العمل وفق الدوام الجديد؟! خامساً: كيف يتخيل فتح المراكز الصحية ظهراً وجو المملكة قاري بحت شديد الحرارة صيفا شديد البرودة شتاء ومباني المراكز الصحية مستأجرة حتى أن أغلبها لا يصلح مستودعاً وليس مركزاً صحياً؟! سادساً: أين مراعاة ظروف العاملين في أماكن بعيدة عن مساكنهم من الذين لا يحضرون سوى متأخرين عقب الظهر؟! سابعاً: ليأخذ معالي الوزير جولة في أحد المراكز الصحية وتقريباً عند الساعة الثانية أو الثالثة ليشاهد وجوه الموظفين ونفسياتهم وأحيانا تسربهم وطفشهم من العمل. ثامناً: لا يصح إلا الصحيح. هذه العبارة هي التي ستكون واقعا على الأرض في القريب العاجل، إن كانت هناك جادة للصواب يريد أن يسلكها المسؤولون في وزارة الصحة تحقيقاً لرغبات مواطني المملكة العربية السعودية.
سلطان إبراهيم المهوس |