أبعث بندائي إلى المسؤولين في وزارة التربية والتعليم.. (تعليم البنات) وكلي رجاء لإنصافنا نحن المعلمات من القرار الذي صدر مؤخراً بشأن إجازة الأمومة.. والذي يجوز لنا تسميتها بإجازة النفساء.. إذ لا علاقة لها بمسمى بالأمومة إلا إذا تنازلت المعلمة عن ثلاثة أرباع الراتب كيما تمارس أمومتها فعلاً مع مولودها.. أو مولودتها، وكأنها ضريبة فرضتها الوزارة على المعلمات مقابل ممارستها لأمومتها.. أو أن تعود لمزاولة عملها في الوقت الذي لم تلتئم فيه جراحها جراء الولادة من جهة، وقلبها من جهة أخرى مفطور على مولودها الرضيع.. إذ كيف تقف أمام طالباتها عدة ساعات وهي في وضع نفسي سيء، ولم يرتد لها صلبها بعد، وصدرها ممتلئ بحليب رضيعها البعيد عنها.. وهذه بحد ذاتها معاناة شديدة.. إضافة إلى ما واجهته من آلام الولادة وسكرات الموت عند خروج مولودها للحياة الدنيا. إن الأم التي ما كادت تلتفت إلى رضيعها وترعى احتياجاته الأولية حتى تضطر إلى العودة لعملها.. فلماذا كل هذا التجني على المعلمة.. هل ذنبها أنها أصبحت أماً.. وهل هي دعوة لتحديد النسل.. أم لزيادة المشاكل الأسرية، وبخاصة لمن هن معلمات في القرى والهجر من اللواتي يتحملن معاناة السفر اليومي لطلب الرزق وسد حاجة أسرهن والقيام بواجباتهن التربوية والتعليمية. إننا نوجه نداءنا برفع هذه الضريبة للشهرين الأوليين، وإبقاء القرار السابق على ما كان عليه، ولكي نوصد الباب أمام حالات الخداع والتدليس والبحث عن الوساطات بالمستشفيات وابتلاء أنفسنا ومواليدنا بالكذب والمرض كي نحصل على إجازات مرضية للبقاء معهم بالبيوت ولكي نتجنب دفع ضريبة ثلاثة أرباع قيمة رواتبنا. إننا نناشد المسؤولين بإعادة حقوقنا كما كانت عليه ومنحنا شهرين إجازة للأمومة لنعتني خلالها بمواليدنا ونرتب أمورنا في كيفية العناية بهم حتى عودتنا لمدارسنا سعيدين بأمومتنا وموفين بواجباتنا تجاه تلميذاتنا بروح كلها عطاء وتفان.. وننتظر إنصافنا وإعادة الأمور إلى نصابها الصحيح فرفقاً بنا كما أوصاكم رسولنا صلى الله عليه وسلم «رفقاً بالقوارير».والله المستعان
* معلمة متضررة |