Tuesday 6th September,200512031العددالثلاثاء 2 ,شعبان 1426

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في "الرأي"

(صديق أنت نفر ميه ميه)(صديق أنت نفر ميه ميه)
محمد سليمان الراجح / طالب في جامعة الإمام

بهذه اللغة المكسرة والمحطمة المنافية لأبسط قواعد اللغة العربية يتحدث جميعنا - إلاّ ما ندر - مع آلاف من الأجانب بل الملايين منهم، ممن يعيشون بيننا ويعملون معنا، وحتى في بيوتنا بل وفي تربية أبنائنا، وبينما يسعى البعض منهم جاهداً لإتقان لغتنا الدارجة، نقوم نحن بإبعادهم عنها من خلال إصرارنا على التحدث معهم بهذه اللكنة الهزيلة تركيباً، ومعنى، بل وصار الكثير منا يخلط بعض الكلمات من لغات بعضهم، وبعض الكلمات الإنجليزية خلال الحديث معهم، وبذلك نعطيهم انطباعاً وكأنّنا نقول (إنّه لا حديث معكم بغير هذه اللهجة الهجينة، ولا نبالي بلغتنا التي لا نثق بها) - غريب أمرنا حقاً -. ويمتد الأثر السلبي على لغتنا حتى أصبحنا نتكلم فيما بيننا ببعض الكلمات الأجنبية من اللغات التي يكثر المتحدثون بها من الأجانب عندنا، وهذا نتاج واقعي لإهمالنا للغتنا، وضعف غيرتنا عليها، وحينما ننظر حولنا نرى الاهتمام الكبير الذي يبديه المواطن العادي في الدول المتحضرة تجاه لغته، وكيف أنه لا يسمح لأحد بالخطأ اللغوي، فيقوم بتصحيحه قبل متابعة الحديث، وهذا مع الأجنبي قبل المواطن، ولماذا نذهب بعيداً وهناك التجارب الناجحة في بلادنا، ويتجلى ذلك عند كبار السن حيث إنّ الكثير منهم لا يحب التكلُّف أو التكيف مع لغة الأجنبي المكسرة، بل يبقى على سجيته عند الحديث وتراه وهو يحادث أحدهم وكأنه يتحدث مع أحد أبنائه، وفي هذه الحالات نرى أن الأجنبي يتحدث بطلاقة ويفهم الكلام الصحيح بسهولة.
وبين من يهشم اللغة، ومن يهتم بها هناك معول آخر للهدم اللغوي، وهو ما يعتمد عليه البعض في تقوية لغته الأجنبية على حساب تعلُّم الأجنبي لغتنا، وذلك من خلال التحدث باللغة الإنجليزية، وينتشر هذا الأسلوب ويزداد المتنطعون به يوماً بعد يوم غير مبالين، بل ويعتبره البعض نوعاً من الرقي والتحضُّر حيث وصل الحد أن بعض الأجانب يمضي سنين في رحاب بلادنا وهو لا يكاد يعرف من لغتنا إلا السلام عليكم ... وعليكم السلام، والتي قد يعرفها أصلاً قبل قدومه إن كان مسلماً.
والمشكلة الحقيقة في المسألة كلها أنّ هناك اجماعاً جماهيرياً على هذا النحو السيئ من التعامل والتخاطب مع ملايين الأشخاص العاملين لدينا.
أرى أنه آن لنا أن نفتح هذه الصفحة السوداء في تاريخنا الاجتماعي والتعامل معها بكل شفافية، وصراحة، والتخطيط لحلها جذرياً، بدلاً من مسايرة إهمالنا الذي طال كل شيء حتى لغتنا.

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved