|
انت في "الرأي" |
|
بهذه اللغة المكسرة والمحطمة المنافية لأبسط قواعد اللغة العربية يتحدث جميعنا - إلاّ ما ندر - مع آلاف من الأجانب بل الملايين منهم، ممن يعيشون بيننا ويعملون معنا، وحتى في بيوتنا بل وفي تربية أبنائنا، وبينما يسعى البعض منهم جاهداً لإتقان لغتنا الدارجة، نقوم نحن بإبعادهم عنها من خلال إصرارنا على التحدث معهم بهذه اللكنة الهزيلة تركيباً، ومعنى، بل وصار الكثير منا يخلط بعض الكلمات من لغات بعضهم، وبعض الكلمات الإنجليزية خلال الحديث معهم، وبذلك نعطيهم انطباعاً وكأنّنا نقول (إنّه لا حديث معكم بغير هذه اللهجة الهجينة، ولا نبالي بلغتنا التي لا نثق بها) - غريب أمرنا حقاً -. ويمتد الأثر السلبي على لغتنا حتى أصبحنا نتكلم فيما بيننا ببعض الكلمات الأجنبية من اللغات التي يكثر المتحدثون بها من الأجانب عندنا، وهذا نتاج واقعي لإهمالنا للغتنا، وضعف غيرتنا عليها، وحينما ننظر حولنا نرى الاهتمام الكبير الذي يبديه المواطن العادي في الدول المتحضرة تجاه لغته، وكيف أنه لا يسمح لأحد بالخطأ اللغوي، فيقوم بتصحيحه قبل متابعة الحديث، وهذا مع الأجنبي قبل المواطن، ولماذا نذهب بعيداً وهناك التجارب الناجحة في بلادنا، ويتجلى ذلك عند كبار السن حيث إنّ الكثير منهم لا يحب التكلُّف أو التكيف مع لغة الأجنبي المكسرة، بل يبقى على سجيته عند الحديث وتراه وهو يحادث أحدهم وكأنه يتحدث مع أحد أبنائه، وفي هذه الحالات نرى أن الأجنبي يتحدث بطلاقة ويفهم الكلام الصحيح بسهولة. |
[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة] |