Tuesday 6th September,200512031العددالثلاثاء 2 ,شعبان 1426

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في "الرأي"

وقفاتوقفات
حوار فوق سفح جبل!!
سلوى أبو مدين

* من أعالي قمة جبال القلمون التي ترتفع عن سطح الحبر 1600 متر قبالة منظر مطل على خضرة وسماء صافية.
جلست تلقي بأسئلتها المتثاقلة إليَّ ممسكة بيدها غصناً من زهر البنفسج قالت: ما رأيك في العالم؟
* أجبتها بهدوء معتاد: كما هو لم يتبدل ليله ونهاره، الناس يموتون ويتكاثرون، إنها الحياة، أو كما يقول الفرنسيون (سي، لا، في) حياة رتيبة؛ لا جديد سوى ثورة التكنولوجيا التي غيرت مجراها، وقربت المسافة بين الناس إذ يمكنهم أن يتواصلوا في نفس الوقت دون تحديد عبر الأسلاك الباردة (شاشة الكمبيوتر)، ربما أرادت بثورتها اقتلاع الشوق من دواخلنا، ونعيش أجساداً فارغة من المشاعر!!
ردت ونظرات القلق تسكنها: ما قلتيه صحيح ولكن إلى متى؟
* أجبت: نحن كفراشات نحيا في هذا العالم لوقت ما؛ ثم نغادره مع الفارق أن الفراشات عمرها افتراضي لا تعيش أكثر من ستة أشهر؛ أما نحن فالموت يباغتنا وهذا يفجعنا، لكننا رغم حدة الألم علينا أن نحيل الدمعة إلى بسمة كي لا تصدأ أرواحنا!!
أطالت بسؤالها المتخاذل: ألا تحلمين؟
قلت: بلى ليتني نجمة تضيء السماء، أو زهرة تبث أريجها، ولم لا أكون مطراً يغسل أوجاع العالم أو أي كائن ينشر الحب والخير والسلام. أحلامي تقف عند حدود الوجع لن أكون وجعاً، أو غربة كي لا يتألم غيري!
* شردت بعينيها بعيداً وهي تنظر إلى قاع الجبل المزركش بلون الزمرد قرأت فيهما الحيرة وهي تحاول أن تنقذني من براثن أسئلتها ذات العمق البعيد.
ثم ابتسمت هنيهة قائلة: والدمار؟
أجبتها: غلف العالم لم يعد يسكننا الأمان.!!
أخائفة أنت؟!
وأردفت هناك معترك من الآمال وخيباتها تشاكسك وتحتاج إلى إجابة.
كأن تحلمين بالأمان حين الخوف والأمل عند الهدوء والصفاء.
أعتقد أنني اختلف عن البشر قد لا أعير المحسوسات بالاً رغم أهميتها في عصرنا هذا..!!
* ثمة أمور تشغلني دون غيري، هناك لحظات تأثيث لروحي وفكري، وأحيا بين هذا الوجود، وأمنح لنفسي ألوان هذا الكون البديع بعيداً عن الزيف الذي غلف النفوس ولم نعد نرى سواه!!
حلقي عالياً مع روح الطير الحرة وعطر زهور الزئبق، وسافري مع إيقاع وقع المطر وندف الثلج الناصع، عندها ستكونين كائناً يضيء الليل بنجومه البراقة وتصنعين الأحلام بشذى روحك وتحرسينها!!
* وقبل أن تودع الشمس الأفق، تركت صديقتي رفيف مع عالمها، والنعاس يغالبني وما أن وصلت منزلي حتى تقت للعودة.
ولولا ارتباطي لطار جناحي على الفور إلى جبال القلمون التي تضيء قممها محبتها الناصعة، لكني أرسلت حروفي إليها مع الزاجل، وطلبت منها أن تعتني بروحها وفراشاتها وأزهارها..!!
وليتجدد لقاؤنا بمشيئة الله قريباً..

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved