Tuesday 6th September,200512031العددالثلاثاء 2 ,شعبان 1426

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في "الرأي"

إدارات التعليم ولهيب التصاريح السنويةإدارات التعليم ولهيب التصاريح السنوية
ناصر بن عبد العزيز الرابح/مشرف تربوي بتعليم حائل

مع إطلالة عام دراسي تنشط تصريحات المسؤولين وخصوصاً مديري التعليم للحديث عن استعدادات إداراتهم لبدء عام دراسي جديد بقطاعي البنين والبنات، من خلال عقد الاجتماعات المكثفة وإرسال التعاميم المشددة والتوصيات المتعددة لكل قسم أو جهة معينة.. سمعت وقرأت كثيراً عن هذه التصريحات وتمعنت فيها ولم أجد الجديد أو المفيد فهو مجرد كلام قيل العام الماضي وقيل قبله، ويبدأ العام الدراسي وتتكشف تلك التصريحات ويتضح من خلاله أنه كلام مكرر، وأن ما صرح به المسؤول بني على تقارير تعد على ورق ومن داخل أروقة مكاتب الأقسام المعنية.
هذا العام كان التركيز على وصول الكتب إلى المدارس قبل بداية الدراسة بعدما برأت الوزارة نفسها بأن الكتب وصلت إدارات التعليم بوقت كافٍ، بعض مديري التعليم كان شغله هو عقد الاجتماعات المتواصلة وإرسال التعاميم التي تحمل بين سطورها الوعد والوعيد لم يثبت تقصيره مبرئا نفسه من أي خلل أو تقصير.. وأقول ومن خلال معايشتي لواقع التعليم أن المسؤول الذي يدير العمل من مكتبه ليس مسؤولاً، وأن المسؤول الذي يعتمد على التقارير التي يشوبها التدليس والتحريف هو مسؤول لا يستحق أن يولى هذا المواقع.. لم أقرأ أن مدير تعليم قام بزيارة مفاجئة لمستودعات إدارته ليتعرف عن قرب ما تم صرفه من كتب ومعرفة النواقص ويناقش معهم المعوقات التي واجهتهم أو قد تواجههم.
لم أقرأ أن مدير تعليم قام بزيارة خاطفة للمدارس القريبة من مكتبه على أقل تقدير ليتأكد من وصول الكتب ومدى استعداد المدرسة أو المدارس لاستقبال الطلاب وعقد لقاءات مع مديري المدارس في مدارسهم بدلاً من عقده في مكتبه الفخم وحثهم على القيام بواجبهم.. ولذا أصبحت زيارات مديري التعليم للمدارس مرتبطة ببند الانتدابات التي تمنح له سنوياً خمسة عشراً يوماً.. أما أن يتبرع من تلقاء نفسه ببضع ساعات بالقيام بمثل هذه الزيارة خصوصاً قبل بداية العام الدراسي فهذا ليس من سياسته فالموضوع أولا وآخراً هو مرتبط مادياً.. عبارات (حث وشدد وأكد وهنأ) هي عبارات مستهلكة وقديمة مللنا منها وهي عبارات قولية أكثر من كونها فعلية.. مدير تعليم ما عقد لقاءً مع أقسام إدارته في الأسبوع الماضي وكل قسم أعد تقريراً وتلاه في هذا الاجتماع، وكانت كل التقارير تؤكد أن كل شيء على ما يرام وأن الأمور تسير إلى الأمام وخلص الاجتماع بعدد من التوصيات ولعل أشدها استغراباً توصية تقول (على القسم الفلاني تعيين موظفين متخصصين بتخصص كذا وكذا..) حقيقة وقفت أمام هذه التوصية غير المنطقية وغير العلمية لأن التعيين لا يملكه كبار المسؤولين في وزارة التربية والتعليم فكيف برئيس قسم أن يوظف ويعين؟! ومثال آخر مدرسة سوف تستقبل مقاولاً للقيام بعملية صيانتها وترميمها مع بداية الدراسة.. إذاً هذه أمثلة وموثقة لمثل هذه الاجتماعات التي أعدها مضيعة للوقت والجهد والخروج بنتائج على ورق تجمل بعبارات مستهلكة ومفردات قديمة وبتخبطات بأمور ليست من صلاحية مدير التعليم وإقحام نفسه بأمور لا تعنيه.. المطلوب من الوزارة أن تعد دراسة ميدانية وتحدد ضوابط وشروط الاجتماعات وأوقاتها بدلاً من ترك مدير التعليم يجيز لنفسه أن يعقد اجتماعاً متى ما شاء ورغب حتى تكون العملية منظمة ومقننة ونعيد للاجتماعات هيبتها وقيمتها.

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved