تقضي طبيعة عمل المشرف الإداري بإجراء العديد من الاتصالات داخل الجهاز الإداري وخارجه، مما يزيد من أهمية توفر بعض المهارات لديه، فالمهارات الإنسانية هي التي تمكن الإداري الناجح من إقامة علاقات متميزة سواء مع الإدارات الأخرى التي يتعامل معها أو حتى مع الموظفين العاملين معه، فكلما زاد مستوى الوظيفة الإشرافي قلت أهمية المهارات الاتصالية مما يجعل العاملين في الإدارة الوسطى والموظفين التنفيذيين مطالبين أكثر من غيرهم بالاستفادة من هذه المهارة الإنسانية التي تمكنهم من إقامة علاقات جيدة مع الآخرين والتأثير فيهم ايجابياً، مما يمكن الإشراف الإداري من الاستفادة من كل الكوادر الإدارية المحيطة به.
إن هناك عدداً من المهارات الواجب توافرها في المشرف الإداري منها: المهارات الفكرية التي تعكس قدرة المشرف على التنفيذ بصورة مجردة مما يمكنه من الإلمام بطبيعة عمل الجهاز الذي يعمل فيه مما يساعده على اتخاذ القرارات السليمة، وهذه المهارات عادة ضرورة لمن يشغلون الوظائف القيادية، أما المهارات الفنية فهي المهارات المتعلقة بفهم خطوات العمل بشكل دقيق مما يمكن المشرف في المستويات الوسطى من تدريب مرؤوسيه على الجوانب الضعيفة لعمل من الأعمال ومعرفة تفاصيل العمل وأسراره مما يمكن من القضاء على كل المشاكل التي قد تحدث أثناء إنجاز العمل.
وهناك المهارات الشخصية التي يملكها المشرف الإداري مما يجعل هذه المهارة تختلف من مشرف إداري إلى آخر، فهناك من المشرفين الإداريين ممن تتوافر لديه مهارات شخصية يستطيع من خلالها تشخيص بعض المشاكل التي قد تواجه العمل والقضاء عليها قبل استفحالها، أو استنباط أساليب جديدة من خلال تحليل المشاكل الإدارية، وهذه المهارات لا يستخدمها إلا قلة من المشرفين الإداريين لكونها مهارات شخصية قد يفتقدها الكثير من المشرفين.
هناك ايضاً مهارة اتخاذ القرار الإداري، فكم من مشرف إداري اتخذ قراراً أدى في النهاية إلى فشل ذريع ؟! وكم من مشرف إدراي اتخذ قراراً إدارياً كان ناجحاً ومفيداً ؟!
فاتخاذ القرار الإداري يرتبط بالعديد من الجوانب فقد يؤدي التأخير في إصدار القرار إلى الكثير من السلبيات، والعكس صحيح فالاستعجال في بعض القرارات دون دراسة وبحث قد يؤدي إلى فشل الكثير من القرارات!.
وهناك أيضاً مهارات الاتصال التي ترتبط بقدرة المشرف الإداري على إيصال أفكاره إلى الآخرين بكفاءة وفعالية مما يمكن المشرف من نقل آرائه وأفكاره في تطوير العمل وإنجازه إلى العاملين معه، هذا إضافة إلى قدرة المشرف على إيصال المعلومات عن سير العمل وكذا احتياجات الإدارة إلى الإدارة المشرفة مما يكون الصورة العامة لدى المسؤولين عن مدى نجاح أو فشل الإدارة في إنجاز أعمالها.
فهناك المشرف الشاكي الذي كثيراً ما يكثر النقد لعمل زملائه المشرفين في الإدارات الأخرى، وكثيراً ما يلتقي المشرفين عليه وتكون لقاءاته عبارة عن شكاوى وتذمر من الكثير من جوانب العمل.
وهناك المدير المتسلط الذي لا يريد أن يتدخل أحد في اختصاصاته سواء كان الموظفون العاملون معه أو الإدارات الأخرى مما يجعله في مساحة ضيقة ومحصورة لا يريد أحد الدخول إليها.
وهناك المشرف المتساهل الذي لا يعرف شيئاً عن الكثير من جوانب العمل مما يجعل عجلة الإشراف تنفرط من يديه فيتحول الموظفون كل في مجال اختصاصه إلى مشرفين يمارسون دورهم بالاتصال بالإدارات الأخرى.
وهناك مهارة إدارة الوقت التي لا تقل عن أي مهارة أخرى وهي قدرة المشرف على وضع الأولويات في الإنجاز وتفويض الآخرين بإنجاز بعض المسؤوليات في حالة عدم التمكن من ذلك.
إن المهارات الإدارية بقدر ما تتوافر في المشرف الإداري بقدر ما يكون ناجحاً وقادراً على إدارة دفة العجلة الإدارية بكل كفاءة.
فهي أسرع طريق للمشرف الإداري في مواصلة صعود السلم الوظيفي الإشرافي.
| 
"القوى العاملة"