Tuesday 6th September,200512031العددالثلاثاء 2 ,شعبان 1426

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في "متابعة "

رحم الله الملك فهد رائد التعليمرحم الله الملك فهد رائد التعليم

لقد كان لوفاة الملك فهد الأثر الكبير والحزين في نفوسنا جميعاً ولكنّ عزاءنا في هذا الخطب الجلل هو ما تركه الملك فهد بعد رحيله إلى دار الخلد والنعيم المقيم إن شاء الله تعالى من أعمال ومنجزات جلية ومخلصة سيخلدها التاريخ بمدادٍ من ذهب من ذلك توسعة الحرمين الشريفين التي لم ير مثلها التاريخ على مر العصور الإسلامية.
ومطبعة المصحف الشريف بالمدينة المنورة وإيصاله لكل مسجد ومدرسة ومؤسسة تربوية في الداخل وإلى كل مسجد ومركز وهيئة إسلامية في الخارج إضافة إلى إهدائه لكل حاج يفد إلى المملكة لأداء فريضة الحج في كل موسم وتزويدهم بالمياه المبردة على نفقته الخاصة هذا عدا تبرعاته السخية لتصل إلى كل محتاج داخل المملكة وخارجها من أبناء الأمة العربية والإسلامية وكذلك اهتمامه المستمر بالتربية والتعليم وهو أمر ليس بمستغرب حيث كان أول وزير للمعارف بالإضافة لاهتمامه البالغ بالنواحي الصحية والزراعية والصناعية والاجتماعية والاتصالات السلكية واللاسلكية وكذلك النقل بأنواعه البرية والبحرية والجوية عوضاً عن التنظيم الإداري كنظام الحكم والشورى والمناطق وكذلك اهتمامه اللامحدود بالرياضة والرياضيين الذي كان من شأنه تحقيق المملكة لانتصارات رياضية في المحافل الدولية وغير ذلك من المشاركات الدولية كغزو الفضاء والوصول إلى القطب الشمالي من خلال بعض الأفراد المخلصين في مجتمعنا ناهيك عن التفوق الصحي حيث تم فصل أكثر من توأمين في بلادنا بنجاح باهر وكذلك القمح الذي زاد على الاحتياج المحلي ليصل إلى بعض الأسواق العالمية نتيجة لجودته وما إلى ذلك كثير من أعمال البر والتقوى والإحسان التي لم تترك مكاناً داخل المملكة أو خارجها إلا وقد وصلت إليه دونما منة أو تردد.. فالملك فهد ليس هو قائد مسيرة لأمة ووطن فحسب وإنما هو أبٌ حنون وصاحب مروءة وحكمة وشجاعة ولعل استقرار الأمن في ربوع هذا الوطن العزيز وتجنيبه ما قد يحدث من مشاكل حدودية بالإضافة لويلات الحروب كتلك التي حدثت إبان غزو العراق للكويت خير شاهد لهذه الحكمة والشجاعة وبعد النظر للملك فهد رحمه الله فإذا كنا قد حزنا لفراقه فإنما ذلك ناتج من عمق محبتنا له ولما أحاطنا به من أبوة حانية وأعمال جلية رائعة ورائدة قد جعلت منا ومن وطننا في أعلى مستويات التقدم والحضارة الإنسانية التي تشهدها بعض المجتمعات المتقدمة في هذا السبيل.. فكيف إذاً لا نبكيه أو نحزن ونتألم لرحيله وها هو قد أدى الأمانة بإذن الله وبذل كل ما في وسعه من أجل راحتنا وسعادتنا وازدهار وطننا وحمايته من كل حاقد وعابث ومتطرف.
وما ذكرناه يدل على حجم العطاء الذي قدمه الملك فهد لمجتمعه ووطنه وأمتيه العربية والإسلامية وكذلك المكانة العظيمة التي نالها من شعبه حباً وإجلالاً وتقديراً، قال صلى الله عليه وسلم: (إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث صدقة جارية وعلم ينتفع به وولد صالح يدعو له) ولعلنا نحسب أن هذه الثلاث هي محققة على أرض الواقع ولله الحمد بعد رحيله -رحمه الله- حيث سعى لنشر العلم في ربوع الوطن من خلال إنشائه لكثيرٍ من المدارس والمعاهد والجامعات والأكاديميات في بعض أصقاع الأرض وكذلك طباعته للقرآن الكريم وبعض الفتاوى والكتب الفقهية فضلاً عن دفعه لكثيرٍ من الصدقات الجارية كمياه الشرب المبردة لحجاج بيت الله الحرام في كل موسم وغيرها كثير من أعمال البر والتقوى والإحسان فضلاً عما اتصف به أبناؤه البررة بإذن الله من كريم السجايا والبر بالوالدين كما لمسنا ذلك منهم وفيهم في مثل هذا الصدد حفظهم الله.
رحمك الله ان مآثرك ستظل محفورة على جبين الزمن بسبائك من ذهب مخلدة إلى الأبد بإذن الواحد الأحد وآخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين.
كما ندعو الله أن يحفظ خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمير سلطان خير خلف لخير سلف.

عبدالفتاح أحمد الريس
مشرف البحوث التربوية بتعليم تبوك

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved