* نيو أورليانز - الوكالات:
أقدم عدد من رجال الشرطة والإطفاء على الانتحار متأثرين بصدمات أُصيبوا بها بسبب الفوضى العارمة التي أعقبت مرور الإعصار كاترينا في نيو أورليانز، كما أعلن أمس الأحد عمدة المدينة راي ناجن.
وقال العمدة للتلفزيون الأمريكي سي.ان.ان إن بعض رجال الاطفاء والشرطة أصيبوا بصدمات قوية وأقدموا على الانتحار.
ومنذ مساء الثلاثاء من الأسبوع الماضي، اجتاحت موجة من النهب من قِبل الذين فقدوا كل مقومات البقاء على قيد الحياة، شوارع المدينة حيث كان يسمع إطلاق عيارات نارية.
وذكر ناجن أن بعض رجال الشرطة وقد انغلبوا على أمرهم، نزعوا شاراتهم اشمئزازا من الوضع.
وأضاف لقد حموا المدينة ثلاثة أو أربعة أيام وحدهم وبذلوا جهودهم قدر المستطاع وقال إنه يجب إجلاؤهم على وجه السرعة وإنهم بحاجة إلى فحوصات طبية ونفسية.
وأشار عمدة المدينة إلى أن الأولوية المقبلة تتمثل بإخلاء جثث العديد من الضحايا، وأضاف يجب أن نسحب المياه من المدينة وأن نخرج الجثث، مشيراً إلى إمكانية العثور على جثث (آلاف) الضحايا.
وكان العمدة أحد أول المسؤولين المحليين الذين انتقدوا إدارة الرئيس جورج بوش لبطء تحرك السلطات الفدرالية لمواجهة الكارثة التي تسبب بها الإعصار كاترينا الذي غمر 80% من المدينة بالمياه.
ويوم الأحد تعرَّض موظفون في شركة تعهدات من الباطن تعمل لحساب الهندسة العسكرية، لهجوم في نيو أورليانز، فردت الشرطة على المهاجمين، كما أعلن متحدث باسم الجيش مشيراً إلى إصابة ستة أشخاص بجراح.
وأشار المتحدث إلى وقوع معركة حقيقية مع (لصوص مسلحين) وقال إن ستة منهم أُصيبوا بجروح وأوضح أنهم أطلقوا النار على رجال الشرطة.
وفي مواجهة الانتقادات الحادة التي أخذت عليها تأخرها في معالجة آثار الإعصار المدمر، بدأت إدارة بوش حملة علاقات عامة.
وتفقدت وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس ووزير الدفاع دونالد رامسفيلد ووزير الأمن الداخلي مايكل شيرتوف المناطق المنكوبة الأحد قبيل جولة جديدة سيبدأها بوش لتلك المناطق أمس الاثنين.
وأكدت وزيرة الخارجية الأمريكية يوم الأحد أنها مقتنعة بأن العنصرية لم تلعب أي دور في بطء عمليات الإغاثة بعد الإعصار.
وقالت رايس في زيارة لمدينة بايو لا باتر في الاباما إحدى الولايات التي ضربها الإعصار إنني أمريكية إفريقية ومن الاباما ويمكنني أن أقول لكم إن رد الفعل هذا لا علاقة له باللون.
وأضافت أنه ليس هناك أمريكي يريد أن يرى أمريكياً آخر يتألم ولا أعتقد أن أشخاصاً تركوا يعانون لأنهم أمريكيون من أصل إفريقي.. لا أعتقد ذلك.
وقدمت رايس تفسيرا آخر لهذا البطء مشيرة إلى ان المستوى الاقتصادي كان العامل الحاسم بالنسبة للضحايا.
وقالت ان بعض الأشخاص الأكثر فقرا وبالتأكيد من السود في نيو أورليانز عاشوا معاناة وأعتقد أنه يجب أن ندرك أنه تعذَّر إجلاء أشخاص لأنهم فقراء أو مسنون أو مرضى، وأضافت يجب أن ندرك هذا الأمر حتى لا يتكرر.
إلى ذلك تستعد الولايات المتحدة لمواجهة الأسوأ مع انحسار المياه عن مدينة نيو أورليانز حيث ما زال آلاف الأشخاص ينتظرون جهود الإنقاذ وبدأت إمكانيات استقبال لاجئين جدد تتضاءل.
فقد صرح وزير الأمن الداخلي الأمريكي مايكل شيرتوف لشبكة (فوكس) الأحد قائلاً: يجب إعداد البلاد لما سيحدث، ما سيجري عندما تنحسر المياه عن نيو أورليانز أو يتم ضخها هو أننا سنكتشف وجود أشخاص موتى قد اختبأوا في منازل وعلقوا في الفيضانات أو جثث في شوارع.
ويشير شيرتوف بذلك إلى احتمال وجود الكثير من الجثث المتحللة، وأضاف: سيحدث تلوث وسيكون أفظع من كل ما شهدناه في هذا البلد ربما باستثناء اعتداءات الحادي عشر من أيلول - سبتمبر (2001) التي كانت بالتأكيد فظيعة، وقال يجب أن يستعد الناس لذلك.
ورفض شيرتوف ان يذكر اي رقم عن ضحايا أسوأ كارثة طبيعية في تاريخ الولايات المتحدة بعد ستة أيام من حدوثها، بينما قدَّر سناتور جمهوري عددهم بأكثر من عشرة آلاف في لويزيانا وحدها.
وتبلغ الحصيلة الرسمية المؤقتة حالياً 218 قتيلاً بينهم 152 في ميسيسيبي الولاية الأكثر تضرراً مع لويزيانا و59 في نيو أورليانز.
وتكريماً لذكرى الضحايا أعلن الرئيس الأمريكي جورج بوش الحداد يومين وتنكيس الأعلام في البيت الأبيض وكل المباني الرسمية والعسكرية في جميع أنحاء البلاد.
| 
"دوليات"