Tuesday 6th September,200512031العددالثلاثاء 2 ,شعبان 1426

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في "دوليات"

أضواءأضواء
مبادرة بوتفليقة لتضميد جراح الجزائر
جاسر عبدالعزيز الجاسر

يوم انتخب الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة رئيساً للجزائر، أشفق عليه العديد من محبي هذا المناضل العربي الذي ارتبط اسمه بالعديد من الإنجازات الدبلوماسية العربية والتي من أهمها فتح الطريق أمام الإخوة الفلسطينيين للدخول في منظمة الأمم المتحدة، ففي عهد رئاسته لهذه المنظمة الدولية بحنكته الدبلوماسية أمكن لمنظمة التحرير الفلسطينية الحصول على صفة مراقب والتعريف بالقضية الفلسطينية.
إذ أشفق عليه من مواجهة المهمة شبه المستحيلة في الجزائر بسبب فتنة الإرهاب بعد عقود من الغياب عن المسرح السياسي الوطني عاد بوتفليقة رئيساً للجزائر كخيار وطني في محاولة من الجزائريين لوضع حد للانحراف الذي سقطت فيه البلاد بفعل الأعمال الإرهابية الإجرامية التي انتهجتها فئة ضالة لم تجد المعالجة الحكيمة حتى قيض الله للجزائر قيادة عرف عنها الحكمة في التعامل والصبر والمعالجة الصادقة بروح المثابرة التي يعرف بها الصادقون والتي توجها بتقديم ميثاق وطني من أجل السلم والمصالحة الوطنية الذي سيصوت عليه في التاسع والعشرين من الشهر الحالي في استفتاء عام ينتظر أن يجد إقبالاً وموافقة من الجزائريين الذين يمتد تاريخهم في سلسلة نضالات متعاقبة خاضوها ذوداً عن حريتهم وكرامتهم. ورصيد كهذا المتكون على مر الحقب والعصور جعل من الجزائر أرضاً تُرعى فيها قيم التسامح والسلام والحوار والحضارة.
والشعب الجزائري الذي يستمد قوته من وحدته واعتصم بما يؤمن به من القيم الروحية والاخلاقية العريقة، استطاع التغلب على أشد المحن قساوة وإضافة الجديد من الصفحات المشرقة إلى تاريخه الحافل بالأمجاد. فالشعب الذي يأبى الضيم والاستعباد فإنه عرف كيف يعتصم بحبل الصبر والجلد ويستمر في التصدي والمقاومة رغم ما تعرض له من أشنع المحاولات لتجريده من ثقافته وإبادته طيلة قرن ونيف من الاحتلال الاستيطاني.
وكانت البداية ثورة أول نوفمبر 1954 المجيدة، كالفلق الذي ينبلج في الليلة الظلماء، لتبلور تطلعات الشعب الجزائري وتنير دروب كفاحه من أجل انتزاع حريته واستقلاله. ولقد تلت ذلكم الكفاح التاريخي معارك أخرى لا تقل أهمية عنه في سبيل إعادة بناء الدولة والنهوض بالأمة.
وطيلة أكثر من عقد من الزمن حصل الانحراف بمسار الجزائر عن جادته الصحيحة بفعل اعتداء إجرامي لا سابق له استهدف من بين ما استهدفه من أغراض آثمة مقيتة محو المكاسب التي غنمها الشعب مقابل تضحيات جسام بل وأدهى من ذلك تقويض أركان الدولة الوطنية ذاتها.
وأدرك الجزائريون سريعاً بأن مثل هذا الاعتداء قصد به أن يطال طبيعته وتاريخه وثقافته، ولهذا فقد انبرى الجزائريون بصورة طبيعية لمواجهة هذا الانحراف الفكري والسلوكي، ولذا فقد تكبد الجزائريون واكتسبوا حساً ومعنى مغبة هذه الفتنة الكبرى التي مُنوا بها.
ضمن هذا المفهوم وفي سياق هذا المنطق بات من الحيوي بالنسبة للجزائريات والجزائريين أن يتساموا نهائياً فوق هذه المأساة التي لا تتمثل في مجادلات نظرية مجردة او ايدلوجية يتعاطاها من يتحرك داخل الجزائر أو خارجها من النشطاء والمنظمات. وأن يتعاملوا بروح المعايشة وتلمس الحاجيات والمهام الأساسية لما يريده الشعب مع مبادرة الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة في طرحه لميثاق السلم والمصالحة الوطنية كمسألة حيوية تعني أمن ممتلكات الناس وأرواحهم وأعراضهم.

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved