Tuesday 6th September,200512031العددالثلاثاء 2 ,شعبان 1426

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في "دوليات"

نزاربايف المتلون يقهر (الثورات الملونة) ويعيد ترشيح نفسه لولاية رئاسية رابعة!نزاربايف المتلون يقهر (الثورات الملونة) ويعيد ترشيح نفسه لولاية رئاسية رابعة!

* موسكو - سعيد طانيوس:
بكّر رئيس كازاخستان، نور سلطان نزاربايف، في إعادة ترشيح نفسه للانتخابات الرئاسية القادمة في هذا البلد التي ستجري في مطلع ديسمبر- كانون الأول القادم.
وهو قد سارع الاثنين الماضي إلى الاعلان عن قراره مباشرة عبر اثير التلفزيون الروسي لدى اجابته على أسئلة المشاهدين.
فنزاربايف المعروف بديناميته وقدرته على استيعاب التغييرات والتكيف معها، ضرب الرقم القياسي ليس فقط في طول العمر السياسي في بلدان رابطة الدول المستقلة ( إلى جانب اسلام كريموف في أوزبكستان وإمام علي رحمانوف في طاجيكستان)، بل وفي كونه ,الرئيس الأكثر نجاحا بين الزعماء السياسيين في الساحة المنبثقة عن الاتحاد السوفيتي السابق.
فهو على الرغم من انه كان مؤيدا للبيروسترويكا الا انه لم يخف تحفظاته عليها, ولم يتوان عن تأييد الانقلاب ضد ميخائيل غورباتشوف في آب-أغسطس عام 1991م، مع انه كان يمكن ان يتولى منصب رئيس وزراء الاتحاد السوفيتي المتجدد، اذ ان هذا المنصب كان ينتظره في ختام إصلاح الاتحاد الذي كان يعتزم غوربتشوف القيام به في صيف ذلك العام. ويقارن سجل خدمات نزاربايف بانجازات زعماء اسيويين اخرين تولوا السلطة في بلاد وليدة ذات آفاق مشكوك فيها بالبقاء، لكنهم تمكنوا رغم ذلك من تحقيق معجزة اقتصادية.
وهذا ما حدث مثلا في سنغافورة او الى حد ما في ماليزيا التي غالبا ما تقارن كازاخستان بها.
ويظهر التاريخ ان السلطة القوية ضرورية في مرحلة معينة من التطور السياسي-الاجتماعي في البلدان النامية، مثل المرحلة الاخيرة التي مرّت فيها كازاخستان خلال الاعوام الخمسة عشرالاخيرة، وذلك باعتبارها البنية الاساسية التي تدعم الاستقرار الاقتصادي.
وتدل على هذا خبرة دول كثيرة كالصين واليابان وتايوان وماليزيا وغيرها. وأكثر من ذلك، فإن كازاخستان تعتبر منارة آسيا الوسطى في الازدهار والنجاح في الوقت الراهن، وهي الثانية بعد روسيا من بين بلدان رابطة الدول المستقلة من حيث المؤشرات الاقتصادية.
أما أستانة العاصمة الجديدة للبلاد الجاري تشييدها فإنها تمثل بالنسبة إلى الكثير من الناس في المنطقة رمزا جليا للقول بأن آسيا الوسطى ليست محكومة ابدا بمعاناة التخلف وشغل المراتب الأخيرة في التصنيفات العالمية, لاسيما وإن النفط الموجود والمكتشف كان ولا يزال مفتاح تحقيق الازدهار في كازاخستان، مع العلم ان هناك بلدانا نفطية مجاورة لم يكسب السواد الاعظم من سكانها شيئا من ثرواتها الطبيعية. وتراهن موسكو على أن تغدو كازاخستان التي تتزعم البلدان المؤيدة لها في المجال السوفيتي السابق، مثالا يحتذى به في تجارب مواجهة النظام السياسي (للثورات الملوّنة) الهدامة والتي تتجاهل إرادة الناخبين. ان أستانة الرسمية ليست العاصمة الوحيدة التي يعلن فيها ان (الثورة الملوّنة مستحيلة هنا).
وعادة يورد التوضيح التالي وهو (أن كازاخستان ليست قيرغيزستان). لكن المسألة تكمن بالذات في ان (الثورات الملوّنة) غالبا ما تحدث بسبب الفقر، وهو ما اعلنه نزاربايف مباشرة, لذلك لا يدخر جهدا في تحسين احوال مواطنيه المعيشية، كي يبعد نفسه عن تجرع الكأس التي تجرعها قبله الرئيس القيرغيزي السابق عسكر اكايف، وكاد يتجرعها الرئيس الاوزبكستاني اسلام كريموف في الربيع الماضي.
وتبدو جلية للعيان في كازاخستان بالذات معادلة (الثورة الملوّنة). ففيها توجد القوة المتوسطة الجديدة الي تعتاد على اسلوب الحياة الجديد. وكذلك الجماعات الجديدة لرجال الاعمال الذين لا مانع لديهم من تقاسم بعض النفوذ. كما ان قسما كبيرا من حوالي 60 مليون طن من النفط الذي يستخرج في كازاخستان يصدر إلى الخارج، بينما يمتلك الاجانب نسبة حوالي 80 بالمائة من صناعة النفط، وهم يستطيعون تمويل الانتخابات لكي تجلب نتيجتها المنفعة لهم. ومصدر المرونة الوحيد هنا هو تنامي حصة الرأسمال الروسي والصيني في هذا الفرع.
ويتعين على نزاربايف الذي قرر ترشيح نفسه لفترة رئاسة جديدة ان يثبت بأن من الممكن مكافحة الثورات الملوّنة وإجراء انتخابات حضارية بعيدا عن اجواء أعمال العنف. كما يستطيع ان يظهر سوابق في السيطرة على التمويل الأجنبي للمنظمات التي تحاول التأثير على العملية الانتخابية في البلاد.

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved