* كتب - المحرر الفني: أكتب كلماتي المتواضعة هذه بعد أن منَّ الله على فناننا الكبير عبادي الجوهر بالصحة والعافية وبعد أن تجاوز فترة (عصيبة) عاشها اليومين الماضيين أثناء عمليته التي أجراها في أحد مستشفيات لندن الشهيرة وهو مستشفى (كارمن) بحسب ما أفاد به زميلنا صلاح مخارش في الخبر الذي انفردت بتفاصيله جريدة (الجزيرة) في عدد الجمعة الماضية؛ الأمر الذي يمنعه من الغناء نهائياً لمدة ثلاثة أشهر بناءً على نصيحة من الأطباء الذين طمأنوا الجميع على أن صحة أبي سارة في تحسن مستمر. ويظل عبادي الجوهر أبرز الفنانين الذين (اتفق) الجميع على تميزهم في الأداء والخطى الثابتة نحو التميز بعيداً عن الإسفاف والتذبذب أمام عاصفة الانحدار الذوقي. وعبادي الجوهر الذي دلف إلى ساحة الفن منذ عام 1968م تقريباً وحتى يومنا هذا أقنع الجميع بخصوصيته في الصوت والأداء والعزف على العود فقدم أغنية (يا غزال) التي سجلها في بيروت وكتبها الراحل لطفي زيني ولحنها الراحل طلال مداح؛ لتفتح له هذه الأغنية أبواباً مشرعة للنجاح، كما سجل أغنية (الحب المؤقت) من كلمات حجاب بن نحيت وألحان طلال مداح في استديوهات رياض فون على أسطوانات، ثم واصل عبادي الجوهر (52 عاماً) مشواره الفني حين قدمه على مسرح التلفزيون الدكتور محمد صبيحي لتكون مشاركته هذه أول ظهور له على الشاشة الفضية. وقد قام عبادي في بداياته بتلحين مجموعة من الأعمال العاطفية والتلفزيونية، وكذلك المنولوج حين قدم للطفي زيني لحناً بعنوان (هدي السيارة)، وهذه الأعمال موثقة في جهاز التلفزيون السعودي ووزارة الثقافة والإعلام، وكذلك قدم لحناً لمسلسل (نرجس وكروان) الذي قدم بطولته الراحل لطفي زيني وصفاء أبو السعود. كما قدّم في بداية السبعينيات لحناً للفنانة سميرة سعيد لأغنية (بلا عتاب)، وهي من كلمات الأمير الشاعر محمد العبد الله الفيصل. وعلاقة عبادي الجوهر بآلة العود تتسم بالعشق القديم حين كان أول امتلاكه هذه الآلة التي أصبح أشهر عازف لها في الوطن العربي حين أهداه شقيقه عوداً أثناء إجازته الدراسية وكانت قيمته 250 ريالاً؛ ومن هنا بدأت علاقة حميمة بين الاثنين ولعل امتلاكه عوداً نادراً يبلغ من العمر 90 عاماً وهو ما كان الموسيقار المصري محمد القصبجي يعزف عليه خلف الفنانة الراحلة أم كلثوم دليل (دامغ) على عشق عبادي الجوهر آلة العود. وهذا ما نلحظه جميعاً حين يحتضنه كلما صعد على المسرح بل إنه نادراً (جداً) أن يعتلي خشبة المسرح ما لم يصطحب عوده معه بسبب مطالبات الجماهير له بالعزف المنفرد الذي لا يجيده أحد سواه. ويتسم عبادي الجوهر بعلاقاته (الممتازة) مع الجميع سواء كانوا كتاب كلمة أو ملحنين أو فنانين وصحافة، وهذا دليل واضح وجلي على أحقيته كأبرز فناني المملكة والخليج والوطن العربي. وله من الأعمال الخالدة الكثير الكثير التي لا نستطيع حصرها ولا تغيب عن ذهن القارئ الكريم. وهنا نقدم لعبادي الجوهر الفنان تحية حب وتقدير على ما قدمه ويقدمه للساحة الفنية عبر هذه الكلمات المتواضعة بمناسبة شفائه وعودته قريباً إلى أرض الوطن ليواصل مشواره الحافل بالعطاء والتميز الدائم.
|