ليلة البارحة اتصل بي أخي من مكتبه في الوزارة يفهمني أن حرارة تليفون المنزل مقطوعة.. ويريد مني الاستفسار من استعلامات الهاتف.. أو القسم المختص بأمور القطع وشكاوى الجمهور عن أسباب قطع الحرارة..
واتصل وبعد جهد استغرق أكثر من دقيقتين رد على الرقم (94).
- ألو.. نعم
- تليفوني معطل!!
- كم رقمه؟
- ...
- علشان ما سددت..
- طيب .. سبق وأن أعلنتم عن قيام المشتركين بالتسديد قبل وقت.. وبعد ذلك سترسل الفواتير إلى المشتركين في منازلهم.. ولا أتذكر انه قد وصلتني فاتورة..!!
- لا .. هذا بالنسبة للشركات فقط..!!
- لم تقولوا ذلك..؟!
- عاد.. هذا اللي حصل..
وأرخيت السماعة بعد أن شكرته هو.. والشركة التي يمثلها.. والآن أتساءل:
- إلى متى يظل المواطن في الرياض تحت رحمة الشركة؟؟ وإلى متى ستنظم العملية بحيث لا يفاجأ المواطن بأن حرارة تليفونه معطلة في أي وقت دون أن يعلم بأنه مطالب بمبلغ.. ودون أن يشعر حتى ولو تليفونيا.. أو عن طريق أجهزة الإعلام؟؟
لماذا الماء.. ولماذا الكهرباء تصل فواتيرهم إلى منازل الناس كل الناس فيبادرون إلى التسديد دون أن يجدوا أي احراجات أو منغصات.. أو نرفزة.. إلا التليفون هو الوحيد الذي لا تدري متى تقطع حرارته.. ومتى تعاد.. وإلى متى سيستمر.. ومتى ينقطع.. إنه أمر يبدو محيراً.. ويبدو معقداً.. ويبدو مزعجاً للأعصاب؟!
| 
"زمان الجزيرة"