Wednesday 31th August,200512025العددالاربعاء 26 ,رجب 1426

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في "الرأي"

ملفات الشأن الداخلي في أجندة الملك عبدالله!ملفات الشأن الداخلي في أجندة الملك عبدالله!
فايز بن ظاهر الشراري (*)

بلا شك أن جميعنا نشعر بالحزن والأسى لما يمر به الشعب الفلسطيني من اضطهاد وظلم من قِبل المحتل الغاصب فتلك الصور اليومية التي نراها في القنوات الإخبارية حول ما يجري للأراضي والشعب الفلسطيني بلا شك أنها مناظر مؤسفة لما وصل إليه حال هذا الشعب المغلوب على أمره من حزن وأسى واغتصاب للأرض وللحريات وهذا شيء طبيعي إذا ما نظرنا للتفاوت الكبير في القوى بين الفلسطينيين والإسرائيليين، فإسرائيل تقف موقف المسيطر وصاحب القرار في كل شيء.. أما الفلسطينيون فلا يملكون سوى الحجارة ونزف الدماء من خلال استشهاد الكثير منهم بشكل شبه يومي.
ولكن لنقف قليلاً أمام تلك التطورات الأخيرة والمتمثّلة بالانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة فهي تُعتبر نقلة نوعية في ملف القضية الفلسطينية إذا ما أخذنا بالاعتبار تلك الغطرسة الإسرائيلية وتلك السيطرة المطلقة على الأوضاع في فلسطين.. فهذا يُعتبر أمراً إيجابياً في نظر الكثيرين وخصوصاً من المتشائمين في حل النزاع الفلسطيني الإسرائيلي، ومع هذا فالانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة يبقى خطوة إيجابية لفتح المجال أمام خطوات وتطورات إيجابية كثيرة ولا أخفيكم أنني من المندهشين لهذا الانسحاب فمن يرى المواقف الإسرائيلية السابقة لا يتوقع مثل تلك المبادرة الكبيرة والمتمثِّلة بالانسحاب من قطاع غزة.
وهناك سبب آخر يدعوني لهذا الاستغراب الشديد من هذا الانسحاب التاريخي في ملف القضية الفلسطينية حيث يتمثَّل هذا السبب في ذلك الموقف الذي شاهدته وعرض على كثير من القنوات الفضائية.. هذا الموقف الذي عندما شاهدته فقدت كثيراً من الآمال في أي تقدم للقضية الفلسطينية من أجل الوصول لحلول سلمية مع إسرائيل حيث يتجلى هذا الموقف فيما حدث في قمة كامب ديفيد بين الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات وبين رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق إيهود باراك.. تلك القمة التي تبناها الرئيس الأمريكي السابق بيل كلينتون حيث إنه عندما قام الرئيس الأمريكي كلينتون باستقبال الرئيسين الفلسطيني والإسرائيلي وأثناء دخولهما لداخل المقر المعد لاستقبالهما رأينا هذين الرئيسين يختلفان وكل منهما يصر على رأيه ويحاول إقناع الآخر برأيه، لكن اختلافهما هنا ليس له علاقة بملف النزاع الإسرائيلي الفلسطيني وليس له علاقة بالقمة التي ستبدأ بقيادة الرئيس الأمريكي.
إن اختلافهما الجديد هذا يتمثَّل فيمن سيدخل أولاً من بوابة مقر استقبالهما حيث نجد كلاً من الرئيسين يحاول إقناع الآخر ليدخل قبله فالرئيس الفلسطيني لا يريد الدخول قبل الرئيس الإسرائيلي والرئيس الإسرائيلي كذلك لا يريد الدخول قبل الرئيس الفلسطيني فكل منهما يطلب من الآخر الدخول وكانت الابتسامات المصطنعة تظهر على شفاه كل منهما وظل الموقف على ما هو عليه مما اضطر الرئيس كلينتون لأن يعود من داخل مقر الاستقبال من أجل أن ينهي هذا النزاع الجديد بين الرئيسين الفلسطيني والإسرائيلي، لكنه نزاع من نوع آخر.. إنه نزاع ترتسم على ظاهره المودة المصطنعة بين الرئيسين.. تلك المودة النابعة من اختلافهما.
فلما عاد الرئيس الأمريكي من أجل إنهاء هذا الاختلاف الجديد تمَّ (ولله الحمد) إنهاء هذا النزاع الذي كاد أن يطول وأن يتطوَّر إلى ما لا تحمد عقباه لولا تدخل الرئيس بيل كلينتون وقام بإدخال الرئيسين المختلفين من بوابة المقر المعد لاستقبالهما.
لا أخفي عليكم إخواني أنني عندما رأيت هذا الموقف المضحك المبكي أُصبت بإحباط كبير فيما يخص إنهاء هذه القضية، أو حتى حلها حلاً جزئياً فالاختلاف الفلسطيني الإسرائيلي يأخذ أشكالاً متعددة ومتنوعة.
فنحن نعلم أن محور الاختلاف يكمن في الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية وكذلك قضية عودة اللاجئين الفلسطينيين وضرورة قيام دولة فلسطينية ذات سيادة..
أما أن يتطوَّر النزاع الإسرائيلي الفلسطيني إلى من سيدخل أولاً من باب مفتوح لهما ليدخلا منه هما الاثنان فهذا أمر يدعو لمزيد من التشاؤم في مستقبل النزاع الإسرائيلي - الفلسطيني، لكن الأمل يبقى موجوداً من أجل الوصول إلى تسوية سلمية لهذه القضية بما يضمن للشعب الفلسطيني حقوقه وأرضه وسيادته.

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved