في إطار الاهتمام المتزايد بالحرمين الشريفين جاءت زيارتا خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز إلى المدينة المنورة ومكة المكرمة، إذ وقف على مشروعات التطوير في الموقعين، وأصدر أوامره باستكمال الأعمال المتبقية من مشروع توسعة المسجد النبوي الشريف بتكلفة إجمالية تبلغ 4.7 مليارات ريال. وفي الحرم المكي الشريف تم اعتماد ترسية تطوير منطقة جسر الجمرات بمبلغ 4.2 مليارات ريال. وتأتي هذه المشروعات في إطار جهد متواصل طوال عقود عديدة لتطوير الحرمين، إذ ينظر المسلمون في جميع أنحاء العالم بكل التقدير للتوسعة الكبرى في الحرمين التي أمر بها خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز بما يتجاوز 70 مليار ريال. إن تواصل هذه الإنجازات عاماً بعد عام أتاح لضيوف الرحمن والزوار والمعتمرين أن يؤدوا مناسكهم بكل يسر وسهولة، مع استيعاب أعداد أكبر منهم عاماً بعد الآخر، فالتوسعتان في الحرمين تتيح لكل منهما استيعاب أكثر من مليون مصلٍّ في وقت واحد. وتراعي التوسعتان، وكذلك هذه الإضافات الجديدة التي أمر بها الملك عبد الله بن عبد العزيز، حاجة المسلمين إلى مثل هذه الأجواء المريحة التي تمكِّنهم من الانصراف كلية للعبادة وأداء المناسك من خلال تسهيل التنقل بين المشاعر وتسهيل إقامتهم وتحرُّكاتهم. وإلى جانب هذه الإنشاءات التي جاءت على أفضل المستويات الهندسية، فضلاً عن مواكبتها آخر المستحدثات التقنية فيما يتصل بإضاءة المواقع وتبريدها إلى جانب الاهتمام بالتقنيات المتعلقة بالصوت وغيرها، فإن هناك اهتماماً بكل الفئات من المسلمين من كبار السن والضعفاء؛ لذا انتشرت السلالم الكهربائية في الموقعين وكل التسهيلات التي تجعل من الوجود في هذين المكانين المقدسين أمراً محبباً فضلاً عن القدسية التي تجلِّل كافة هذه المواقع. وفي ذات الوقت فإن المناطق المحيطة بالحرمين تلقى الاهتمام ذاته، وعلى سبيل المثال: في مكة المكرمة هناك المشروعات الحيوية في المنطقة المركزية حول الحرم المكي الشريف التي أعلن انطلاقتها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز - حفظه الله - خلال شهر رمضان المبارك الماضي عندما كان ولياً للعهد، والتي تقدَّر تكلفتها بأكثر من 40 مليار ريال، وتهدف إلى توفير المزيد من الراحة لقاصدي بيت الله الحرام من الزوار والمعتمرين وضيوف الرحمن. كل هذا الاهتمام بالحرمين يعبِّر عن روح توَّاقة لعمل كل ما يرضي المولى عز وجل من خلال خدمة المسلمين الذين يفدون من جميع أنحاء الأرض إلى هذه البقاع المقدسة. العمل متواصل بتوفيق من المولى عز وجل، إذ إن الطموح في هذا المقام لا تحده حدود، وخصوصاً أن الأمر هنا يرتبط بتشريف رباني لهذه البلاد التي تحرص على الوفاء بكل مقتضياته.
|