Wednesday 31th August,200512025العددالاربعاء 26 ,رجب 1426

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في "محليــات"

دفق قلمدفق قلم
مليون سلام
عبدالرحمن صالح العشماوي

حدثني الأخوان الكريمان منصور العامر، ومحمد الحارثي حديثاً طويلاً عن هدية خادم الحرمين الملك فهد - يرحمه الله - للحاج والمعتمر، فأخبراني بجوانب كثيرة من أعمالها ما كنت على إلمامٍ بها، اللَّهُمّ إلاَّ تلك الأكياس المبَّردة من الماء التي توزَّع بالآلاف على الحجاج، وهي وحدها التي يعرفها كثير من الناس، أما ما تقوم به هذه المؤسسة الخيرية من خدمات أخرى للحجاج والمعتمرين فهو غائب عن أذهان معظم الناس، حدثني الأخوان عن استقبال الحجاج والمعتمرين على جميع المنافذ الجوية والبحرية والبرية، وعن توزيع مئات الآلاف من الكتب والنشرات التي لا غنى لأي حاج أو معتمر عنها، لما فيها من الإرشادات والتوجيهات المهمة للأداء الصحيح للحج والعمرة، وحدَّثاني عن توجيه الحجاج والمعتمرين إلى الاستفادة من الخدمات سواء في مجال المرافق العامة، أو معرفة الأماكن الأفضل للإقامة، أم في مجال الفتوى ومعرفة الجوانب الشرعية المهمة.
وحينما حدَّثاني عن مشروع (مليون سلام)، لفتا نظري إلى هذه اللَّفتة الجميلة المنبثقة عن مشروعية السلام، ومن قول الرسول صلى الله عليه وسلم (ألا أخبركم بشيء إذا فعلتموه تحاببتم، أفشوا السلام بينكم..) ويا لها كم لَفْتة تثير الإعجاب حقاً.
فالناس جميعاً بحاجة إلى السلام، والإسلام دين السلام، وأتباعه أهل السلام، فإذا حدث إخلال بالسلام، فهو بسبب انحرافٍ عن دين الإسلام.
(افشوا السلام بينكم)، فنحن ننقل إلى العالم السلام، ونأخذ إليهم جماله وجلاله وأمنه وصفاءه، ولا نأخذ إليه الحرب، ولا ننقل إليه الاعتداء والاحتلال، وإن كانت موازين هذا العصر المنقلبة تروِّج لغير ذلك.
حدَّثاني عن (مليون سلام)، فسعدت بما سمعت، فماذا تعني عبارة (مليون سلام).
لقد كانت فكرة رائدة من بعض الإخوة، طبِّقت عبر مؤسسة هدية خادم الحرمين فهد بن عبدالعزيز منذ موسم الحج الماضي، وجُنِّد لها عدد كبيرٍ من الرجال والنساء، يستقبلون الحجاج، ويستقبلْن الحاجَّات، ومع كل واحد حقيبة وليس هنالك من عمل لهؤلاء إلا السلام، وإزجاء التحية والترحيب مع بشاشةٍ وابتسام، وحبٍ وإكرام.
لقد كان أثرها عظيماً في نفوس حجاج بيت الله الحرام رجالاً ونساء، وقد كان من عجائب الاستبانات التي أجريت على عدد كبير من الحجاج ما يلي:
1- إحساس الحجاج بسيطرة الجانب المادِّي على كثيرٍ ممن يتعامل معهم تعاملاً مادياً تجارياً.
2- قلَّة عدد الذين يستخدم تحية الإسلام مع وفود بيت الله الحرام.
3- ظهور علامات التعجُّب والدهشة على وجوه كثيرة من الحجاج حينما يبادرهم من يستقبلهم بالسلام ضاحكاً لهم، مرحباً بهم، دون أي هدف مادي أو تجاري.
4- السعادة الغامرة التي تملأ قلوبهم جميعاً حينما يحظون بهذا الاستقبال الجميل.
أصدقكم القول - أيُّها الأحبَّة القراء - إننا مقصِّرون في معرفة كثير من المظاهر الجميلة، محجوبون عنها برؤية كثيرٍ من السلبيّات المؤذية.
كم هو جميل أن تتضافر جهودنا لزيادة حجم ومساحة الأشياء الجميلة في جميع جوانب حياتنا، وأنحاء بلادنا، وفي مكة المكرمة وطيبة الطيبة بصفة خاصة، فإنَّ ذلك عبادة نؤجر عليها - إن شاء الله -.
إشارة
منك السلام وأنت يا ربي السلام.

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved